مسألة هجران أهل البدع مسألة مهمة جداً، فنقول: الهجران: مصدر هجر، وهو لغة: الترك، والمراد من هجران أهل البدع: هو الابتعاد عنهم.
والحقيقة: أن البدعة أحب إلى الشيطان من المعصية؛ لأن صاحب البدعة قد يضطر إلى النفاق أو القتال في سبيل إظهار بدعته عند الخاصة والعامة، بل إنه يلوي أعناق النصوص حتى يستدل بها على بدعته التي ابتدعها والتي يعمل بها، فالبدعة كما قال سفيان الثوري: البدعة أحب إلى الشيطان من المعصية، وقال بعض السلف: لأن أدخل مسجداً أجد فيه بدعة فأحرقه أولى من أن أكون صامتاً عليها، وكفى بأهل البدعة سوءاً وبشارة بالسوء قول الله تعالى:{وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ}[الحديد:٢٧]، فلن يقبل الله جل في علاه العبادة أو الاجتهاد فيها طالما أنها خرجت عن دائرة السنة والشريعة.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(لعن الله من آوى محدثاً)، فكيف بالمحدث نفسه؟ ويقول النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً:(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، يعني: فهو باطل يرجع على صاحبه، ولا يقبل عند الله جل في علاه، أما أشد ما ورد بخصوص أهل البدع فهو قوله صلى الله عليه وسلم:(إن الله حبس التوبة عن صاحب البدعة)، وهذا يعني الزجر الشديد من الله جل في علاه ومن رسوله لهذه البدعة؛ لأن البدعة في الحقيقة بريد الكفر.