إذاً: هذه صفة فعلية ثبتت لله بالكتاب وبالسنة، فنحن نثبتها لله بالكتاب والسنة وإجماع أهل السنة، وإن العبد المتعبد لله المعتقد في الله اعتقاداً صحيحاً سديداً يعلم أن ربه يغضب، فيتجنب الأسباب التي تستجلب غضب الله، وإذا وقع في الأسباب التي تستلزم غضب الله فإنه يرجع ويتوب حتى لا يغضب الله عليه.
ومن الأسباب التي تستجلب غضب الله: المعاصي، والشرك والكفر، فالمؤمن ينأى بنفسه عن الشرك والكفر، وينأى بنفسه عن الشرك الأصغر كما ينأى بنفسه عن الشرك الأكبر، وينأى بنفسه عن الكفر الأصغر كما ينأى بنفسه عن الكفر الأكبر، وينأى بنفسه عن المعاصي، فإن الله يغضب على صاحب المعاصي، وينأى بنفسه عن الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ويستجلب غضب الله، فينأى المؤمن عن ذلك كله.
إذاً: فلابد على المرء أن يبعد نفسه عن الأسباب التي تستجلب غضب الله، ومنها: الظلم والمعصية والكفر والشرك والتسخط على أقدار الله، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن من ابتلاه الله بلاءً فرضي فله الرضا، ومن لم يرض فله السخط وله الغضب، والمؤمن يرضى ببلاء الله جل في علاه حتى يرضى الله عنه.
وعلى المؤمن أن يستجلب رضا الله بعيداً عن غضب الله جل في علاه، وينأى بنفسه عن غضب الله جل في علاه من كل المعاصي، ومن كل الأسباب التي تودي به إلى غضب الله؛ لأن الله إذا غضب على عبد انتقم منه، وإذا انتقم من عبد فإن انتقام المتجبر لا راد له، وإن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.
وهذه الصفة التي ثبتت لله بالكتاب والسنة نثبتها لله بلا كيف نعلمه، لكن لها كيفية عند الله، وبلا تشبيه، وبلا تمثيل.
والغضب في اللغة معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، فالسؤال عن كيفية الغضب بدعة.