إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شرك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد: فقد انتهينا من الكلام عن عذاب القبر، وبينا أن عذاب القبر واقع لا محالة ولا مرد له، وأنه ثابت بالكتاب والسنة، وبينا أن العلماء اختلفوا في عذاب القبر: هل يقع على الروح، أم على الجسد، أم على البدن والروح معاً؟ وبينا أن الراجح: أن العذاب والنعيم يقعان على الروح في الأصل، وتارة يكون على البدن وحده، وتارة على الروح والبدن.