[حكم الشهادة لإنسان بالجنة أو النار]
الشهادة لإنسان أنه في الجنة أو في النار فيها تفصيل: فيصح أن نشهد لمن شهد الرسول صلى الله عليه وسلم له بالجنة، كالعشرة المبشرين بالجنة، وكذلك عكاشة بن محصن فقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وذلك عندما تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب، فقام عكاشة وقال: (يا رسول الله! ادع الله أن يجعلني منهم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أنت منهم)، فهذه بشارة بالجنة، وكذلك ثابت بن قيس، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (هو من أهل الجنة).
وكذلك المرأة السوداء، فقد قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (وإن شئت صبرت ولك الجنة).
وبلال رضي الله عنه قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (إني سمعت خشخشة نعليك في الجنة).
وكذلك عمرو بن الجموح عندما قال: إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (قد رأيته وطأ بعرجته الجنة).
وكذلك عامر الأكوع عندما رجع سيفه على نفسه وهو يبارز مرحباً اليهودي فقالوا: قتل نفسه، فقال صلى الله عليه وسلم: (كذب من قال ذلك بل له أجره مرتين).
وكذلك سعد بن معاذ، فقد قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (منديل من مناديل سعد في الجنة خير من الدنيا وما فيها).
وكذلك أهل بدر فقد قال عنهم صلى الله عليه وسلم: (لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: افعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم).
إذاً: لا يجوز أن تقول لمعين: هذا في الجنة إلا بدليل، ولكن ظن بالناس خيراً، ولا يجوز كذلك أن تقول لأحد معين: هو في النار إلا بدليل، فلا تقل: هو في النار للمعين إلا بدليل، كـ أبي لهب مثلاً، فإن الله عز وجل قد أخبر أنه في النار، فقال سبحانه: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ} [المسد:١ - ٣]، وزوجته كذلك، قال الله عز وجل: {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} [المسد:٤ - ٥]، وكذلك عمرو بن لحي، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (رأيته يدور مع أقتابه في النار).
وكذلك الوليد بن المغيرة، قال الله عز وجل عنه: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ} [المدثر:٢٦ - ٢٧] وكذلك أبو طالب فقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنه يعذب في النار.
وكذلك أبو الرسول صلى الله عليه وسلم فهو في النار، والدليل على ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمن جاء يسأل عن أبيه: (إن أبي وأباك في النار).
وأيضاً أم النبي صلى الله عليه وسلم هي في النار، والدليل على ذلك: أنه صلى الله عليه وسلم قال: (استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي)، وقال الله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة:١١٣].
وكذلك العاص بن وائل فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن عمرو بن العاص وأخيه: (مؤمنان أبوهما كافر).
وكذلك أبو جهل في النار، والدليل على ذلك: هو عندما وقف النبي صلى الله عليه وسلم على قليب بدر قال: {فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا} [الأعراف:٤٤]، وقد وعد الله الكافرين بالنار، وأبو جهل منهم، وكان ممن قتل ورمي في القليب.