أقول: إن الفكر المعتزلي هو السائد الآن، ولا يمكن بحال من الأحوال أن تتصدى له إلا أن تكون طالباً للعلم؛ لأن التعمية والتمييع أصبح أمراً مروعاً؛ ولأن الهمج الرعاع لا يعرفون شيئاً، كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: همج رعاع أتباع كل ناعق.
أي: يصفقون ويرددون: نحن معك، وكلامك دائماً صحيح، وتراهم يقولون: ما أروع هذه الفتاوى، فهم دائماً يسيرون خلف كل ناعق؛ لأنهم لم يستضيئوا بنور العلم.
إذاً: فلا بد من طالب علم يبين هذا الأمر، ويرد عن حياض هذا الدين بعلم ودقة وإتقان.
والمعتزلة يعتقدون ثم يستدلون، والقاعدة عند السلف: الدليل قبل الاعتقاد، أي: تستدل ثم تعتقد؛ حتى ينبثق اعتقادك من الدليل الناصع البياض، الذي هو أسطع من شمس النهار في الصحة.