الخلافة على منهاج النبوة ثلاثون سنة، وهي التي ينحصر فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم:(عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ)، ولذلك سميت الخلافة: خلافة راشدة، وبعدها ملك عضوض، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الخلافة ستكون على منهاج النبوة ثلاثون، ثم يأتي بعد ذلك ملك عضوض، ثم بعد ذلك الحكم الجبري، ثم تأتي بعد ذلك في النهاية خلافة على منهاج النبوة، وهذا مصداق لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم).
فخلافة أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه كانت سنتين وثلاثة أشهر وتسع ليال، من السنة الحادية عشرة إلى ثلاثة عشر من ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة هجرية، وخلافة عمر رضي الله عنه وأرضاه كانت عشر سنوات وستة أشهر وثلاثة أيام، من ثلاثة وعشرين جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة هجرية إلى ستة وعشرين ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين هجرية.
وخلافة عثمان رضي الله عنه وأرضاه كانت اثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يوماً، من واحد محرم سنة أربع وعشرين هجرية إلى ذي الحجة سنة خمس وثلاثين هجرية.
أما خلافة علي رضي الله عنه وأرضاه فكانت أربع سنوات وتسعة أشهر، من تسعة عشر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين هجرية إلى تسعة عشر رمضان سنة أربعين هجرية.
فمجموع خلافة هؤلاء هي: تسع وعشرون سنة وستة أشهر إلا أربعة أيام، وهذه الستة الأشهر كانت من نصيب الحسن رضي الله عنه، إذاً فـ الحسن يدخل في الخلافة الراشدة عند بعض العلماء؛ لأنها ثلاثون سنة، فتمام الثلاثين يكون هذه الستة الأشهر، وبعض العلماء لم يقل بذلك؛ لأنه تنازل عن الخلافة.
فالخلافة الراشدة: هي خلافة أبي بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي رضي الله عنهم وأرضاهم.