لابد من الرد على كلام المبتدعة الذين يقولون بتأويل هذه الصفة، فيؤولون صفة الغضب بالانتقام، وهم الأشاعرة يقولون: إننا نثبت ولا ننفي ولا نشبه، لكننا نقول: غضب الله معناه: انتقام الله، والله يقول:{إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ}[إبراهيم:٤٧].
فقنول لهم: إنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فسر الغضب بالانتقام.
ونقول لهم: أنتم بتأويلكم هذا قد خالفتم ظاهر الكتاب، فقد قال الله:{وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ}[النساء:٩٣]، ولم يقل: انتقم منه، فخالفتم ظاهر القرآن، وخالفتم أيضاً ظاهر السنة، وخالفتم إجماع الصحابة.
وكذلك نقول: إن لهذا التأويل لوازم باطلة، فأنتم الآن تقدحون في بيان النبي وتبليغه، وهذا لازم لقولكم بتأويل لم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم إن الله تعالى قد غاير بين الغضب وبين الانتقام في كتابه فقال تعالى:{فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ}[الزخرف:٥٥]، ومعنى:(فلما آسفونا): أغضبونا، فيكون المعنى: فلما أغضبونا انتقمنا منهم، ثم نقول: الانتقام هو لازم للغضب، فإن الله إذا غضب على عبد انتقم منه، فأنتم أولتم الصفة بلازمها، ونحن نثبت الصفة ونثبت لازم الصفة.