إن صفة الكلام قديمة النوع، أي: أن الله جل وعلا يتكلم من الأزل وقتما يشاء أن يتكلم؛ لأننا لا نستطيع أن نقول أنه كان يقول في الأزل:{يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ}[طه:١١ - ١٢] فما قال ذلك حتى جاء موسى عليه السلام عند الشجرة، فقال الله جل في علاه:{إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ}[طه:١٢] فهي قديمة النوع حادثة الأفراد، أو حادثة الآحاد، يعني: يتكلم الله بما شاء وقتما يشاء.
وقد ضرب بعض العلماء لذلك مثلاً فقال: إنك إذا دخلت على رجل وقد سكت ثم في لحظة تكلم، فإنك لا تستطيع أن تصف هذا الرجل بأنه ما كان يستطيع الكلام، وأنه أخرس، بل تقول: إنه كان ساكتاً ثم تكلم حيث شاء، أو وقتما شاء أن يتكلم.
ولله عز وجل المثل الأعلى، فكلامه يتعلق بالمشيئة، ولكن الصفة قديمة النوع وحادثة الأفراد.