قال الله تعالى:{وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ}[النساء:٩٣]، أي: الذي قتل مؤمناً متعمداً.
وقال جل في علاه:{وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا}[النور:٩].
أيضاً ثبتت صفة الغضب لله في السنة: فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه كان يدعو ويقول: وأعوذ برضاك من سخطك)، فهذا دليل على إثبات هذه الصفة.
ومن السنة أيضاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن كتب الله كتاباً فهو عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي)، وفي هذا أيضاً إثبات لهذه الصفة.
ووجه إثبات هذه الصفة لله: أن إضافتها لله جل في علاه إضافة معنى، فهي إضافة صفة لموصوف، وقد ثبتت لله بالكتاب والسنة، ونحن نؤمن بها كما آمنا بصفة الحب لله، وكما آمنا بصفة الرضا نؤمن بصفة الغضب، وهذه الصفة من الصفات الفعلية التي تتجدد وتتعلق بالمشيئة، والدليل على ذلك ما جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن كل نبي كان يقول: (إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله)، فهذا فيه دلالة على أن الله غَضِبَ يوم القيامة، وأن الله يغضب على الكافرين، ويغضب على الفسقة والفجرة، إذاً: فالله قد يغضب ثم يرضى، يغضب على من فعل المعصية، ثم يرضى عنه إذا تاب وأناب وآب إلى ربه جل في علاه.