للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - الدعوة إلى العامية: ليست اللغة العربية أداة الثقافة الإسلامية فحسب، بل هي مقوم من مقومات الشخصية الإسلامية للفرد والمجتمع، وليس غريباً أن يشن المستشرقون والمبشرون عليها هجمات شرسة تتعلق بألفاظها وتراكيبها ومقدرتها على مسايرة العصر، فقد كانوا يرمون هدم القرآن بهدم لغته ليصبح كالإنجيل اللاتيني لا يقرؤه إلا رجال الدين غير أن المؤسف حقاً هو أن يتصدى لمقاومة العربية أناس يحملون أسماء إسلامية كانت الفصحى سبب بروزهم الفكري، ويكتبون بها سمومهم الرامية إلى إلغائها، وأن يعد ذلك جزء من التفكير الاصطلاحي وهدفاً من أهداف المصلحين .......... لقد كان كل دعاة العامية أناساً مشبوهين وصلتهم بالدوائر الاستعمارية واضحة وذلك ما يؤكد أنها كانت جزء من المخطط اليهودي الصليبي للقضاء على الإسلام، بل إنه من المؤكد أن الدعوة العامية إنما ظهرت أصلاً من أفكار المستعمرين وفي أحضان المبشرين يتضح ذلك من أسماء دعاتها الأوائل أمثال "بوريان وماسبيرو (٣٥) "

وجدير بالذكر أن الذي خلف عبد العزيز فهمي في المجمع اللغوي هو توفيق الحكيم الذي دعا إلى قاعدة "سكن تسلم " (٣٦) وليس مثل هذه الدعوى أسى إلا أن تفتح كليات اللغة العربية والآداب في البلاد العربية الباب لما أسموه "التراث أو الأدب الشعبي " وأن تحضر فيه رسائل جامعية عليا. على أن الفكرة لم تقتصر على مصر فقد كان لها أذيال في الشام منهم المتطرف كسعيد عقل ومنهم المتدرج كبعض المهجرين.

٥ - اقتباس الأنظمة والمناهج اللادينية من الغرب: لم يقتصر الأمر على مناهج كرومر ودنلوب، فقد كان أذيال الفكر الغربي لا يقلون عنهما رغبة في صبغ مصر والعالم الإسلامي بالصبغة اللادينية الغربية.

وقد كان من أهداف أعداء الإسلام ما أوصى به مؤتمر القاهرة التبشيري المنعقد سنة ١٩٦٠ من وجوب إنشاء جامعة علمانية على نمط الجامعة الفرنسية لمناهضة الأزهر والذي قالوا أنه "يتهدد كنيسة المسيح بالخطر ".

وقد قام الأذيال بتنفيذ المهمة إذ أنه بعد انتهاء المؤتمر بسنتين تقريباً أسس سعد زغلول وأحمد لطفي السيد وزملاؤهم الجامعة المصرية، وكان النص الأول من شروط إنشائها هو: ألا تختص بجنس أو دين بل تكون لجميع سكان مصر على اختلاف جنسياتهم وأديانهم فتكون واسطة للألفة بينهم (٣٧) "

٦ - استيراد المذاهب اللادينية في الفكر والأدب: كانت فلسفة كومت الوضعية في فرنسا ونظرية داروين غفي إنجلترا من أعظم النظريات التي تأثر بها الفكر الغربي - كما سبق - وقد عاصرت اليقظة المنبهرة في العالم الإسلامية هاتين النظريتين وهما في أوج عظمتهما فتأثرت بهما أبلغ التأثر، ومن ثم سارت النهضة الفكرية والأدبية الحديثة مساراً غربياً حتى آل الأمر إلى الواقع الفكري والأدبي المعاصر، على أن الأدب خاصة تأثر -بالرومانسية التي اكتهلت في تلك الفترة، وفي هذا القرن استوردت الواقعية واللامعقول بمدارسه المتعددة.

المصدر:العلمانية لسفر الحوالي ص٥٨٨ - ٦١٢

وقد لخص المستشار علي جريشة علمنة التعليم فيما يلي:

أولا: القضاء على التعليم الديني:

(أ) التطويق من الخارج:

١ - الإزدراء بالتعليم الديني.

٢ - إزدراء معلمه وطلابه.

٣ - قفل الوظائف اللامعة في وجوه خريجيه.

٤ - خفض رواتبهم.

(ب) التطويق من الداخل:

١ - تقليص التعليم الديني.

٢ - ازدياد التعليم العلماني.

ثانيا: نشر التعليم العلماني:

اهتمام الدولة به.

الابتعاث.

المدارس الأجنبية. الاختلاط (١).

العلمانية في الاجتماع والأخلاق:


(١) ((تاريخ ونظام التعليم في مصر)): منير عطا وزملاءه: (٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>