للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فانظر – يا رعاك الله – كيف تكون الجرأة والتطاول أن يوصف تراث الأمة بالمتعفن!! ويقول محمد بن علي المحمود:"ثقافة الإرهاب المعلنة التي تدعو صراحة إلى التكفير والقتل تُشَرعن لذلك بطرح شرعي سلفي يتكئ على مقولات السلف واستدلالاتهم، والإعلام الذي يصدر التفجير والقتل – بجز الرؤوس – كل ذلك خدم الإرهاب الخفي الكامن في خطاب التطرف المتعاطف مع الإرهاب" (١).ويقول:"الإرهاب جزء من مكونات السلفية التي كانت ولا تزال تتغنى بقتل المعارضين بوصفهم زنادقة ومارقين وربما بوصفهم عقلانيين ... " (٢).

الجانب الثالث: وصم هذا التراث بعدم الموضوعية والانزواء عن الواقع, وأنه قائم على الخرافة والتنكر للعقل: يقول محمد المحمود: "إن النقد الحقيقي لا بد أن يفك البنية العامة للمناهج تلك البنية التي تكونت بفعل الوعي الجماهيري المتلبس بالخرافي والعاطفي". (٣) عبد الله بن بجاد يرى أن الكرامات هي من قبيل الخرافات التي تنافي العقل. (٤) ويقول: "ومما لا شك فيه أن ضخ هذا الكم الهائل من الرؤى التنويرية في المجتمع ساعد إلى حد كبير في مواجهة كتب الخرافة التي تبحث في عالم الأرواح والشياطين وأحوال الجان وثعابين القبور" (٥)

الجانب الرابع: وصم هذا التراث متمثلا في كتاب الاعتقاد بأنها كتب تجسيم وتشبيه: يقول حسن المالكي: "وقد احتوت كتب العقائد ومن أبرزها كتب عقائد الحنابلة – على كثير من العيوب الكبيرة التي لا تزال تفتك بالأمة ولعل من أبرزها: التجسيم الصريح" (٦)

الجانب الخامس: وصم هذا التراث بأنه نشأ نتيجة لدوافع وصراعات سياسية:

هكذا استبان لك أخي الكريم – بما لا يدع مجال للشك والريب – موقف الليبراليين السلبي المخزي من تراث الأمة ورموزها، ونحن هاهنا نعني بالأمة، وبخاصة في المجال العقدي والتشريعي، نعني (أهل السنة والجماعة) الذين هم على الامتداد الطبيعي للأمة الواحدة المجتمعة على عقيدة ومنهج واحد في زمن الرسالة، وذلك قبل نجوم الفرق والمسالك الضالة المنحرفة, فأهل السنة والجماعة هم المعبر الفعلي عن الأمة (الصحابة رضي الله عنهم) وتراثهم هو الممثل الحقيقي لتراث الأمة, ذلك لأنه قائم على الأصول العلمية التي كان عليها الصحابة, رضي الله عنهم.


(١) انظر: ((الندوة المصري)) ((الفرنسية السادسة)) (الليبرالية الجديدة)) (ص٢٥٩).
(٢) انظر حول هذا الاتجاه: ((موقع التجديد العربي))، و ((إنتاج مركز دراسات الوحدة العربية)) وبرنامج "مشروع دراسات الديمقراطية ".
(٣) وجد في تلك الفترة "حزب الأمة " وهو حزب ليبرالي متعاون مع الاحتلال، ويشابه الليبراليين الجدد هذه الأيام، و " الحزب الوطني " وهو حزب ليبرالي وطني يقف ضد الاحتلال، ويشابه موقف الليبرالية القومية، وكما وقع خلاف قديم بين الحزبين، فقد وقع خلاف بين هذين التيارين: انظر حول الحزبين: ((الاتجاهات الوطنية)) (١/ ٩٤) وما بعدها، و (١/ ١٧٥) وما بعدها.
(٤) ((من هم الليبراليين العرب الجدد، وما هو خطابهم؟)) - شاكر النابلسي – جريدة إيلاف الإلكترونية.
(٥) انظر: ((من هم الليبراليين العرب الجدد، وما هو خطابهم؟))، وانظر: ((الفكر العربي في القرن العشرين)) (١٩٥٠ – ٢٠٠٠) شاكر النابلسي -.
(٦) انظر ((من هم الليبراليين العرب الجدد، وما هو خطابهم؟)) - شاكر النابلسي – جريدة إيلاف الإلكترونية.

<<  <  ج: ص:  >  >>