للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كفر الاستحلال: الاستحلال معناه: أن يعتقد في المحرمات أنها مباحة، ويجوز فعلها مع علمه بأن الله تعالى حرمها (١)، وقد أجمع العلماء على أن المستحل لما حرمه الله تعالى مما هو معلوم من الدين بالضرورة ومتواتر فهو كافر خارج عن دين الإسلام (٢)، يقول القاضي " عياض ": " وكذلك أجمع المسلمون على تكفير كل من استحل القتل أو شرب الخمر أو الزنا مما حرم الله بعد علمه بتحريمه، كأصحاب الإباحة من القرامطة، وبعض غلاة المتصوفة" (٣) ........ وضابط الأمر المستحل هو أن يكون أمرا ظاهرا متواترا لا يوجد فيه خلاف ولا شبهة مثل تحريم الزنا والربا وأكل الخنزير وغيرها (٤).وسبب كفر المستحل التكذيب أو العناد، فإن اعتقاد إباحة أمر محرم يدل على تكذيبه لمن حرمه أو عناده له، وكلاهما مناقض لحقيقة الإيمان (٥).فلا يشترط لتكفير المستحل أن يصرح بالتكذيب أو يعتقده، لأن الجحود في حد ذاته كفر ينقل عن الملة، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " ومن جحد وجوب بعض الواجبات الظاهرة المتواترة: كالفواحش والظلم، والخمر والميسر، والزنا وغير ذلك، أو جحد حل بعض المباحات الظاهرة المتواترة: كالخبز واللحم والنكاح. فهو كافر مرتد، يستتاب فإن تاب وإلا قتل " (٦).

وهذا النوع من الكفر موجود في الليبرالية، لأن من مفاهيم الليبرالية المتعلقة بالحرية " منع التحريم "، أو " منع المنع "، فلا يمكن أن يجتمع الفكر الليبرالي مع التحريم الإلهي المقيد لحرية الفرد، كما يقول جون مل: " إن التحريم يمس حرية الفرد لأنه يفترض الفرد لا يعرف مصلحة نفسه " ومن بديهيات الليبرالية " إباحة الزنا "، وهي إباحة عقائدية، وليست مجرد ممارسات عملية، ولا يمكن أن يكون الرجل ليبراليا وهو يعتقد تحريم الربا، والبيوع المنهي عنها لأن هذا يتعارض مع حرية التجارة والاقتصاد، كما أنه لا يمكن أن يكون ليبراليا وهو يعتقد تحريم الزنا والتبرج والشذوذ الجنسي لأن هذا يناقض الحرية الشخصية.

والليبرالية مذهب فكري يحدد للفرد الممنوع واللازم قبل أن يكون ممارسة عملية، فهو اعتقاد وتصور واع لسائر أنماط الحياة البشرية.

كفر الشك:

الشك هو عدم اليقين، والتردد بين شيئين، وعدم القطع بالصحة أو البطلان، أو الخطأ أو الصواب، ونحو ذلك، وعدم وجود القطع واليقين هو من الريب والشك.


(١) ((فقدان التوازن الاجتماعي)): (ص- ٢٧) لجودت سعيد.
(٢) ((مجلة الشرق الأوسط)) العدد (٨٣٢٤) في ١٢/ ٩/٢٠٠١م.
(٣) كتاب الرياض الإلكتروني ((حروف وأفكار)) (ص ١٧) لمحمد بن علي المحمود, في مقال له بعنوان (التقليد والتوثين) , وقد نشر في جريدة الرياض بتاريخ: ١/ ٩/٢٠٠٥م.
(٤) في مقال له بعنوان: (المستقبل لهذا الإنسان) , نشر بتاريخ: الخميس ١٦ صفر ١٤٢٧هـ ١٦ مارس ٢٠٠٦م, العدد ١٣٧٧٩.
(٥) في مقال له بعنوان: (المستقبل لهذا الإنسان) , نشر بتاريخ: الخميس ١٦ صفر ١٤٢٧هـ ١٦ مارس ٢٠٠٦م, العدد ١٣٧٧٩.
(٦) كتاب الرياض الإلكتروني ((حروف وأفكار)) (ص- ٢٦) لمحمد بن علي المحمود.

<<  <  ج: ص:  >  >>