للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - قانون التغيير من الكم إلى الكيف وهو ما يحدث بطريق المفاجأة كتحول الماء الساخن إلى بخار بزيادة النار عليه.

قانون صراع الأضداد الذي يأتي من داخل الأشياء من بذرة النقيض التي توجد في داخل كل شيء وليس من الخارج. قانون نفي النفي أي كل مرحلة تحدث تنفي سابقتها ثم تنفيها مرحلة تالية وهكذا (١)، وهما المراحل المشار إليها سابقا.

تعقيب:

لقد جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، لقد انجلت الغمة عن الناس وظهر الحق لذي عينين فإذا بالماركسية في العراء في أقبح صورة وأتعس حال وإذا بأكاذيبها وخزعبلاتها تداس بالأرجل، لقد راهن الملاحدة أن نظريتهم الإلحادية ستعم الأرض كلها وسيصبح البشر كلهم ملاحدة كافرين بالذي خلقهم من تراب ثم من نطفة ثم سواهم أشخاصا في غاية الخصومة لربهم وقاهرهم متنكبين الحق متعالين على الناس محتقرين كل نواميس هذا الكون ومحتقرين كل الشرائع والكتب المنزلة والأنبياء الكرام في جدال بالباطل لا يملكون على كل نظرياتهم أي دليل حقيقي إلا ما زخرفوه من شبهات باطلة ونظريات زائفة لا تثبت أمام الحقائق حتى وإن صوروها على أنها حقائق لا تقبل الجدال وأن كل ما عداها محل شك مستندين إلى ما تم لهم من اكتشافات تجريبية كلها تصرح بعظمة الباري جل وعلا ولكنهم قلبوا الحقائق وجعلوها أدلة على إلحادهم وكل ما هو لله سبحانه وتعالى جعلوه للطبيعة التي عبدوها من دون الله وزعموا أنها تُسيّر الكون في تناسق عجيب محكم وترابط متشابك وكان هذا يكفي دليلا على وجوب الإيمان بوجود خالق مهيمن على كل ذرة في هذا الكون يسيره على نسق واحد دون اختلاف حسب سننه في الكون ولكن الشيطان حال بينهم وبين التفكير الصحيح فقلبوا هذه الحقيقة وزعموا أن هذا التناسق إنما هو من شأن الطبيعة والمادة التي وصفوها بأنها لا بداية لها ولا نهاية لها حتى لكأن الخلاف بينهم وبين المؤمنين بالله تعالى خلافا لفظيا المؤمنون يسمون هذه الطبيعة إلها وهم يسمونها مادية.

قال تعالى: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ [الطور:٣٥] وكان يجب أن يسميهم الناس مجانين حينما زعموا أن الكون وجد بدون موجد وحدث بعد أن لم يكن حادثا دون محدث له غير ما توهموه من تجمع ذرات هذا الكون وتطورها إلى أن أحدثت هذا العالم والكون وما فيه من أجرام علوية وسفلية وكلها عن طريق الصدفة والارتقاء ولو قلت لأحدهم: إن عمودا كهربائيا وجد بذاته وأصبح ينير للناس الطريق لضحكوا من قائله ونسبوه إلى الجنون بينما هذه الشمس وهذا القمر وهذه الكواكب وهذه الثمار في الأرض والأنهار والجبال كلها وجدت بدون خالق؟!

إن الملاحدة يعترفون بعجزهم التام عن معرفة سر وجود الحياة لأي كائن مهما كان صغر حجمه أو كبر وأنهم لا يستطيعون إرجاع الروح لصاحبها إذا بلغت الحلقوم فأين المادة التي يتشدقون بأنها هي الموجدة لهذا الكون ولماذا لا يتوسلون إليها لإرجاع الروح بعد أن يصبح الجسد مادة هامدة؟


(١) انظر ((الشيوعية في موازين الإسلام))، لـ: لبيب السعيد (ص ١١ – ١٢)، و ((نقد أصول الشيوعية)) للشيخ صالح بن سعد اللحيدان (ص ١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>