للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حيث قرر في ذلك الكتاب أن التوراة والإنجيل المحرفين الموجودين اليوم - يتعارضان مع الحقائق العلمية، في الوقت الذي سجل فيه هذا الكاتب شهادات تفوق للقرآن الكريم سبق بها القرآن العلم الحديث. وأثبت من خلال ذلك أن القرآن لا يتعارض أبداً مع الحقائق العلمية، بل يتفق معها تمام الاتفاق (١).وبالجملة فالكتاب والسنة كلاهما رد على الشيوعية والمقام لا يستدعي الإكثار من ذكر الآيات والأحاديث؛ فالحديث مع من يعظم الكتاب والسنة شيء، ومع من لا يراهما شيء آخر (٢).

أما ما يروج له الشيوعيون من عزو التخلف الذي حل بالمسلمين إلى تمسكهم بالدين، ومن نسبة انحرافات المنتسبين للإسلام إلى نفسه؛ إرادة الطعن فيه، والتنفير عنه - فتلك فرية عظمى، ويُرَدُّ عليها بما يلي:


(١) وبعد أن نقلت مجلة الهداية الإسلامية هذا الخبر علق مصدر المجلة الشيخ محمد الخضر حسين - رحمه الله - قائلاً: يحدثنا تروتسكي أنه اعتنق الإسلام بعد أن دقق البحث في حقائق شريعته الغراء، ومن نظر إلى أن تروتسكي نشأ في منبت غير إسلامي، وأشرب مذهباً ذا مبادئ لا تلائم طبيعة الدين الحنيف، ثم وقع في بيئة أخذ مترفوها يفسقون على الإسلام علانية - وثق بأن تروتسكي إنما يسلم على سلطان من الحجة مبين. ولا عجب أن يهتدي تروتسكي إلى الإسلام، ويزيغ عنه نفر ترددوا على معاهد شريعته بضع سنين؛ فإن هؤلاء النفر لم ينظروا في حقائقه نظر الباحث النبيه، وما كان تعاليمه إلاَّ كالصور تقع على ظاهر قلوبهم دون أن تخالط سرائرها؛ فما هم من أولئك الذين يتجافون عنه بجهاله مطلقة ببعيد. ولنا الأمل في أن تصلح طرق التأليف والتعليم؛ فيسهل على كل ناشئ يدرس حقائق الشريعة أن يصل إلى لبابها، وينفذ إلى بالغ حكمتها. ولو عنيَ القائمون على شؤون الدين بترجمة محفوفة بالاستدلال وبيان الحكمة - لأصبح عدد المعتنقين للإسلام من أمثال تروتسكي غير قليل ((الهداية الإسلامية)) لمحمد الخضر حسين (ص١٦٣).
(٢) فقد ذُكر في سيرته أن زوجته ناديوتشكا. سمعت أثناء وجودها بصحبة زوجها ستالين في إحدى الحفلات أن أحد زملائها في الدراسة قد أودع السجن، وأنه قد صدر الحكم ضده بالإعدام رمياً بالرصاص فطلبت عقب عودتها للمنزل من زوجها أن يصدر أوامره بالعفو عنه وإطلاق سراحه بعد أن تأكدت من براءته، ولكن ستالين عدّ ذلك تدخلاً من الزوجة لا يليق به أن يسمعه، فانفجر في وجهها غاضباً على جرأتها في مخاطبته في مثل هذه الأمور فصاحت في وجهه قائلةً: إنك بهذا تعذب ابنك الذي من لحمك ودمك، وها أنت تعذب زوجتك، وإنك اليوم تعذب الشعب الروسي كله، وتقلِّبه على الجمر، ثم تابعت حديثها قائلة: إنني ذاهبة عنك، رضيت بذلك أو لم ترض. فأجابها ستالين بصوت رصين هادئ - وكانت تلك عادته عندما يواجه مثل تلك الثورات، وعندما يضمر الشر لمن أمامه - وقال لها: أنت منهوكة القوى، مضطربة الأعصاب قال ذلك، وتوجه إلى حجرته الخاصة؛ كي يحضر شراباً لها، وعاد وبصوت أكثر هدوءاً ورصانة، قائلاً: اشربي من هذا الكأس وستهدئين بعده. ومرت بعد ذلك دقائق، فسمع صوت ارتطام جسم على الأرض, واندفع رجال الحرس الخاص إلى داخل مسكن ستالين على صوت الزجاج الذي تهشم, فوجدوا الزوجة جثة هامدة. ورغم من أن الوفاة قد كتمته الأجهزة الرسمية عن الشعب في بداية الأمر إلا أن الإشاعات قد انتشرت فيما بعد، ويُقال: إن ستالين بعد وفاة زوجته هرع إلى شلة اللعب، يرقص ويمرح، وكأن شيئاً لم يحدث. انظر ((المذاهب المعاصرة)) (١٧٥ - ١٧٦)، و ((حرب الأكاذيب)) لعامر العقاد (٣٠ - ٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>