للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولواا كانت هزيمة، وإن وقفوا حاربتهم. قال النعمان: هذا لعمري نعم الرأي. ثم إن النعمان بن مُقرن بات ليلته تلك يعبئ أصحابه، ويعقد لهم الريات، ويؤمِّر عليهم الأمراء، وجعل لكل أمير من أمرائه شِعارا معروفا، فإذا دعوا به اجتمعوا اليه. فلما أصبح سار بهم على تعبيتهم تلك وتحت راياتهم مُولياً - وقد أمر أصحابه بحمل أثقالهم وتقديمها أمامهم - وأشاعوا أن عمر بن الخطاب قد مات. فلما بلغ الخبرُ مردانشاه نادى جميع جيوش العجم فأفرغوا عليهم الدروع والأقبية، ولبسوا آله الحرب، واستلأموا وركبوا خيولهم، وسار بهم تابعا جيش العرب في إثرهم حتى لحقوهم قريبا لم يتباعدوا، فعند ذلك عطف عليهم النعمان بمن معه من فرسان العرب في جنوده على التعبئة التي عبأهم بها، وذلك يوم الأربعاء، والتقى الفريقان فاقتتلوا قتالا شديدا لم يسمع السامعون بمثله، حتى حجر بينهم الليل، وانصرف كل فريق منهم إلى معسكره. فلما أصبحوا صباح الخميس وقد لبتكروا إلى مصافهم تراموا بالنشاب والنبل حتى نفذت، وتطاعنوا بالرماح حتى تكسرت، ثم أفضوا إلى السيوف وعمد الحديد فتضاربوا بها من لدن انبسط النهار إلى أن هجم عليهم الليل، ثم أنصرفوا أيضا إلى معسكرهم، فلما أصبحوا يوم الجمعة ابتكروا إلى مصافهم وتواقفوا مليا من النهار، ولا يزول واحد من الفريقين عن مصافه لشدَّة ما أصابهم في اليومين الماضيين من ألم الجراح، والعرب سكوت خفوت إلا من ذكر الله والعجم وقوفٌ على خيولهم وتحت راياتهم، تدور عليهم السقاة بالخمور، وتُغنيهم القيون. ويعزف بين يدي كل صفٍّ من صفوفهم بالمعازف. انت هزيمة، وإن وقفوا حاربتهم. قال النعمان: هذا لعمري نعم الرأي. ثم إن النعمان بن مُقرن بات ليلته تلك يعبئ أصحابه، ويعقد لهم الريات، ويؤمِّر عليهم الأمراء، وجعل لكل أمير من أمرائه شِعارا معروفا، فإذا دعوا به اجتمعوا اليه. فلما أصبح سار بهم على تعبيتهم تلك وتحت راياتهم مُولياً - وقد أمر أصحابه بحمل أثقالهم وتقديمها أمامهم - وأشاعوا أن عمر بن الخطاب قد مات. فلما بلغ الخبرُ مردانشاه نادى جميع جيوش العجم فأفرغوا عليهم الدروع والأقبية، ولبسوا آله الحرب، واستلأموا وركبوا خيولهم، وسار بهم تابعا جيش العرب في إثرهم حتى لحقوهم قريبا لم يتباعدوا، فعند ذلك عطف عليهم النعمان بمن معه من فرسان العرب في جنوده على التعبئة التي عبأهم بها، وذلك يوم الأربعاء، والتقى الفريقان فاقتتلوا قتالا شديدا لم يسمع السامعون بمثله، حتى حجر بينهم الليل، وانصرف كل فريق منهم إلى معسكره. فلما أصبحوا صباح الخميس وقد لبتكروا إلى مصافهم تراموا بالنشاب والنبل حتى نفذت، وتطاعنوا بالرماح حتى تكسرت، ثم أفضوا إلى السيوف وعمد الحديد فتضاربوا بها من لدن انبسط النهار إلى أن هجم عليهم الليل، ثم أنصرفوا أيضا إلى معسكرهم، فلما أصبحوا يوم الجمعة ابتكروا إلى مصافهم وتواقفوا مليا من النهار، ولا يزول واحد من الفريقين عن مصافه لشدَّة ما أصابهم في اليومين الماضيين من ألم الجراح، والعرب سكوت خفوت إلا من ذكر الله والعجم وقوفٌ على خيولهم وتحت راياتهم، تدور عليهم السقاة بالخمور، وتُغنيهم القيون. ويعزف بين يدي كل صفٍّ من صفوفهم بالمعازف.

<<  <   >  >>