ومن جملة الوقائع المهمة هناك أن حاكم صوغوق بولاق قد قتل ابن رئيس هذه القبيلة بابيراغا. وهذا لم يهدأ لما ناله، وصار يهاجم بقبيلته هذه الإمارة للانتقام منها، فعلم الحاكم ان سوف تقع أضرار جسيمة إذا لم يؤد الدية عن المقتول، ويرضي القبيلة. وعلى هذا أعطيت الى بابيراغا قرية لوجين المحتوية على مائتي بيت، التابعة " صوغوق بولاق " فتمكن هناك. هذا مع العلم بأن فرقة كادرويشي قد انفكت من طائفة منكور، ولم تتصل بها بل قطعت علاقتها منها، فصارت تعد من قبائل العراق، وكان لها قطعة أراض في لاهيجان يقال لها " نلين " حاول الإيرانيون أن يتخذوها وسيلة للتسلط عليهم ... ولم تنقطع علاقة بلباس من إيران، ولا من العراق ... وكان النزاع لا يزال إلى أيام درويش باشا الفريق ...
وكانت الدولة العثمانية تبذل جهودها في جلب قبائل بلباس لجانبها، وأن الفريق المشار إليه قدم تقريره لوالي بغداد المشير نامق باشا يوصيه بلزوم جلبها وتأليفها. ولا يعلم ما جرى بعد ذلك من وسائل تقريب هذه القبائل ... وبالتعبير الأولى لم تظهر نتيجة ما ...
وهكذا يقال في طائفة بيران من قبائل بلباس، فقد كان رئيسها قرني اغا قد راجع مدير ناحية كويسنجق لما ناله من الحيف، فلم يسعف مطلوبه، وإن إيران بعثت إليه قوة، وحاولت القضاء عليه إلا أنه قد تفاهم معها ... وأخذت منه رسوماً أميرية ... والوقائع مع العشائر المذكورة لا تزال دائبة الى أيام المماليك، وإلى أيام الفريق درويش باشا وهي ذات علاقة قوية بين إيران والعراق والمنازعات قائمة (١) . ففي سنة ١٢١٧هـ أيضاً حصلت شكوى من بلباس وما أوقعوه من أضرار بإيران كما ينطق بذلك تاريخ " دوحة الوزراء ".
وعلى كل حال بقيت المسألة بين اليأس والرجاء حتى قبيل الحرب العالمية الأولى، ولا تزال قضايا الحدود موضوع الحل، وتعينت لجنة للقيام بهذه المهمة، وهي جادة في عملها، وسائرة في تثبيت الحدود بين إيران والعراق إلا أن الحرب العالمية الأخيرة وقفتها. وسنتعرض بسعة للحدود، وما كان يجري عليها من نزاع في " تاريخ العلاقات بين إيران والعراق ".
هذا ومهما بحثنا في هذه القبيلة فهو قليل من كثير لما لها من العلاقة بالحدود، وبإمارة بابان، وبفروعها الموجودة في العراق. فلا نتعرض لأكثر من ذلك إلا أننا نؤكد أن القبائل التي على الحدود هي منشأ النزاع، ومثلهم مثل أراضي الطابو المجاورة للأراضي الأميرية الصرفة في توليد النزاع ... بأمل أن يكون أصحابها بنجوة من كل تبعة، ومن الرسوم الأميرية فيحدثون الغوائل.
وجاء في عنوان المجد ما نصه: " عشيرة البلباس في غاية الكثرة والشجاعة ونشأ فيهم علماء أعلام منهم شيخي العلامة المدقق إبراهيم الرمكي. " اه (١) طوائف بلباس: هذه عدها درويش باشا في تقريره خمس طوائف ولم يزد على ذلك وهكذا المعلوم اليوم وهي منكور، ومامش، وبيران، وسن، ورمك. أما هولمزبار فإنها معدودة من رمك. وهو جدير بالأخذ ومنهم من عدها قبيلة مستقلة من قبائل بلباس.
١ - منكور: وهؤلاء يعدون قبيلة قائمة برأسها نظراً لكثرتها وتوسعها ... تميل في الصيف الى صفوق بولاق في المواطن المعروفة ب (نلين منلر) ، وفي الشتاء يصيرون الى بيشدر التابعة للواء السليمانية فيشتون هناك.
يمتدون من دربند رانية الى بسوه حتى أطراف لا هيجان، وكانت بسوة للعراق والآن بيد إيران، والحد اليوم جبل " قنديل "، فالجانب الذي في جهتنا منه يقال له " جبل وزنه " من العراق وفي تصرفه، تابع قضاء راوندوز في بالك. ولما دخلت بسوة في تصرف إيران دخلت ١٥ قرية في إدارتها، وصارت معدودة من قطعة لاهيجان، وكان انفصالها في سنة ١٢٦٧هـ ودخلت تحت إمارة " عزيزه سوره " من أقارب بيروت اغا والجانب الآخر من الجبل في تصرف إيران، وليس للعراق سابق علاقة به إلا علاقة رحلة الشتاء والصيف ... ومن القرى العراقية التي دخلت في تصرف إيران: سلوى.
كرده سور.
بولكا.
كرده كاولان.
شيخان نوك.
وهذه القرى كانت في يد قبيلة بيران ...
ويقيم هؤلاء في: أ - منكور كوستان. وهم منكور الجبل، وإن كوستان هو كوهستان بعينه. وهذه الفرقة الآن في إيران وسميت بهذا الاسم لأن مواطنها جبلية.