للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى كل نرى النصوص المذكورة تشير إلى أن هذه القبيلة رأت إيران منحلة، وشاهدت ضعفها فتمكنت فيها، فأظهرت قوة ونفوذاً، الأمر الذي دعا أن تتوطن إيران ... وكل ما مر يؤيد أنها كانت تابعة للعراق من أيام السلطان سليمان حتى أوائل القرن الحادي عشر، وأنها تميل الى إيران أيام انحلالها وانشغال بالها بالحوادث والظاهر أن هؤلاء أيام القجارية في أوائلهم كانوا يؤدبونهم كأنهم من عشائرهم ... ولكن درويش باشا الفريق يعين بالاستدلال في التواريخ المذكورة أنها من عشائر العراق، ويدعو حكومته للتوسل بما يستدعي جلبهم للاستفادة من مكانتهم لتأمين السلطة على المواطن المنازع فيها (١) ... ومثله في سياحتنامهء حدود ... ولكن الإيرانيين سبقوا العثمانيين، وقربوهم لجهتهم ... وصاروا يعدون إيرانيين مع العلم بأن أقسامهم الأخرى لا تزال في العراق وهي ليست بالقليلة ... وأما المواطن المنازع فيها فقد أشغلتها إيران، ولا تزال في تصرفها ...

ومن أهم ما يجب التعرض له أن محمد باشا الراوندوزي كان قد ضيق أكثر على قبيلة بلباس، فمالت الى إيران. كان محمد باشا قد هاجم طائفة مامش، فقتل رئيسها حمزة اغا، وولديه، واثنين من إخوانه، وأربعة من أقاربه مما سهل أن تقيم القبيلة في الشتاء والصيف خارج حدود العراق، في سلدوز وبسوه حتى سنة ١٢٥٠هـ، ومن ثم تابعت إيران، فقطع الراوندوزي علاقتها بالعراق، ورحلها، فاختارت لاهيجان وطناً دائمياً، فتمكنت هناك. وفي سنة ١٢٥٣، أو ١٢٥٤هـ قد أعطيت بالالتزام أنحاء بسوه من منطقة لاهيجان وكان رئيس هذه القبيلة " طائفة مامش " بيروت اغا أخذها بمبلغ سنوي قدره " ٥٠ " ألف قرش " ألف تومان " (١) بصورة " مقطوع "، فأحيلت عليه، وخصص له من هذا المبلغ مائتا تومان باسم مواجب، والباقي صار يؤخذ منه في كل سنة.

ولما ضبط الراوندوزي كويسنجق لم يرتض نجيب باشا والي بغداد عمله هذا، ولم يوافق على كل ما كان قد قبل به رضا باشا والي بغداد الأسبق، فأمر أن يقوم متصرف لواء السليمانية " سليمان باشا " بتنكيله، فجهز عليه وحاربه إلا أنه لم يتمكن منه، فاضطر أن يستمد بإيران، فقام السرتيب محمد خان من تبريز في جيش عظيم، فحارب الراوندوزي في القلعة التي بناها في بتوين وهي قلعة الدربند فوقعت حرب قوية ومعركة دامية، وقع فيها قتلى كثيرون من الجانبين ... فطلب الراوندوزي الصلح، فوافق المتصرف بواسطة السرتيب محمد خان أن يترك للواء السليمانية ما كان في يد الراوندوزي ثماني نواح وطائفة منكور. وهذه النواحي هي: عسكر.

اغجه لر.

كيوه جرمله.

جياسوْز.

سرجنار وكنداغاج.

قصروك وكرد خيز.

جبوق قلعه.

شوان.

هذه عادت الى لواء السليمانية من ذلك الحين على ما ذكر في تقرير الحدود، وفي سياحتنامهء حدود، وكذا دخلت طائفة منكور في عداد طوائف السليمانية ...

ومن ثم صارت طائفة منكور تابعة للسليمانية، تؤدي لها الرسوم الأميرية بمقتضى الصلح المذكور ... وإن إيران كانت تقهرها مرة، وترغبها أخرى لتكون في حوزتها، فامتلكت جملة أراض وقرى في صاوجبلاق " صفوق بولاق ".

هذا. وإن محمد باشا الراوندوزي ابن مصطفى بك ابن أحمد بك ابن اغوز بك ابن أحمد الثاني ابن مصطفى بك ابن علي بك ابن سليمان بك ابن الشاه قولي بك مؤسس " شقلاوة " قال ذلك الأستاذ حزني، وذكر لي أن أسعد بك الخيلاني وهو من العلماء كتب تاريخ راوندوز بالغة الكردية وتوفى سنة ١٩٢٨م كما أن ميرزا محمد كتب منظومة تاريخية باسم مير محمد " محمد باشا " وكان كاتبه وأكد لي الأستاذ حزني (١) أنها عنده في راوندوز. ووقائعه مشهورة في تاريخ العراق. ولعل في الكتب المذكورة ما يكشف عن إمارة سهران وعلاقة محمد باشا بها.

<<  <   >  >>