للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وللتحقيق عما جاء في محفوظات عن بني لام وتثبيت صحتها يجب أن نتبين قيمة ودرجة قبوله علمياً. وبذلك نفهم (تاريخ بني لام) بما هو الاقرب الى الصحة. وعندنا (كتاب موجز عشائر العمارة) دوّن ما سمع ولم يكن تاريخا عن نصوص منقولة من مؤلفات معاصرة. ولعله اعتمد على (كتاب الاعرجي) في المشجر وما دوّن من محفوظات زمانه كما راجعنا المشجر الذي كتبه المرحوم (محمد فهمي) معاون الشرطة سابقا هناك فقد كان مكث مدة طويلة توغل في التحقيق وفي خلال ذلك تمكن ان يكتب مشجرا عن بني لام فكان ذلك كله من المحفوظات. وكلاهما بذل جهدا يشكر عليه.

ومهمتنا ان نتخذ هذه أصلا للمنقول عن الافواه ونقرب بينها وبين المدونات التاريخية مما كتب في حينه أو كان معروفا في زمن حدوث وقعة ما. وبهذا نتبين أصل ما جرى ليتعيّن الوضع الحقيقي ويزول الابهام بقدر الامكان، وتصحح الحالة بما تيسر، ونترك الباقي الى ما يظهر من وثائق.

والذي يدعو الى الالتفات معرفة عهد (بركات) أمير الموالي (المشعشعين) والمولى (فرج الله) . والاخير معروف في التاريخ. ومنه نعلم قرب العهد بالموالي وبأوائل العشيرة ومن ثم نناقش النصوص ونبين ما لدينا من تعليقات على ما جاء في (موجز تاريخ عشائر العمارة) وهو الاصل. أو مشجر (محمد فهمي) ... ومن ثم نعلم المعاصر لفرج الله وهو (مذكور بن سيد بن بلاسم بن نصيري بن حافظ بن براك) . والاخير ورد ديار الموالي واستولى ابنه على انحاء العمارة.

١ - من هذا يتحتم علينا أن نعرف بركات من امراء المشعشعين. وبهذا نعرف زمن ورودهم العمارة مع احتمال ان يكون هذا الاسم مغلوطا، أو أنه لا وجود له، أو بينه وبين المعلومين بعده مسافة بعيدة.

٢ - المولى فرج الله معروف. ومعاصره (مذكور) من رؤساء بني لام. فهذا يصح أن نعين تاريخه لنثبت من الحالة، ونعلم ضبط التاريخ.

٣ - نلتمس الوقائع الاخرى. لعل فيها ما يبصر أكثر، فيؤيد ما جاء في المسموعات أو يخالفها فيصحّحها.

٤ - كان من رؤساء بني لام عبد العال. وهذا عرفت وقائعه وعلمنا تاريخه بالضبط. فما هي النصوص المؤيدة لوجهة نظر العشيرة ومحفوظاتها، وهل هناك غلط في المحفوظات، أو أضطراب؟ ٥ - الوقائع التالية ونصوصها. وهذه تدعو الى الالتفات من ناحية تاريخ (بيت الرئاسة) وما يتعلق به للاطلاع على توالي الرؤساء وبذا تصح المعلومات.

ولا يهمنا تعيين النهج بقدر ما نأمل ان نقدمه للقاريء من التحقيقات وذلك ان هذه العشيرة ذكر عنها أنها من أيام السلطان سليمان القانوني تذعن للدولة. وانما اعتزت بموطنها. ومن حوادثها المهمة ما كان سنة ١٠٨٩هـ، وسنة ١١٠٦هـ ولا يهمنا أن نتناول عشائر بني لام ووقائعهم. وانما المهم أن ندوّن بيت الرئاسة للتحقيق عن صحة المحفوظ.

وأول ما وصل الينا خبره من رؤسائهم (عبد الشاه) . وهذا ورد ذكره في حوادث سنة ١١١٢هـ. ومن حوادثه مع الدولة ما كان سنة ١١١٦هـ، وما بعد ذلك الى سنة ١١٢٣هـ. فتحدّد تاريخ امارته على عشائر بني لام مع العلم ان التاريخ دوّن وقائعها قبل هذا بكثير.

واذا رجعنا الى المشجر علمنا ان عبد الشاه بن فرج بن نصيري ابن حافظ أول من ورد الى أنحاء العمارة. والوقت لا يفي لارجاع هؤلاء الى أيام السلطان سليمان القانوني كما جاء في تاريخ (قويم الفرج بعد الشدة) مع العلم بأن عشائره كانت تبلغ عشرين الفا مما لا يأتلف والمؤسس المذكور، ولم يأتلف والواقع. وجلّ ما نفسره ان عشائرهم الاخرى ممن لم يتولوا الرئاسة ألصقوا بأعلى رؤسائهم القدماء لتوكيد الصلة بهم مع أنهم لا يشك في أنهم من بني لام، وانهم اقدم مما قالوا او انهم نسوا ما تجدد، وما كانت صلته بالاعلى بأن تفرع منهم فروع جديدة لا تبلغ أقدم عهد.

ومن أمثلة ذلك رحمة وخميس ومرمر فأن هؤلاء تكونت منهم عشائر. وروعيت صلتهم القريبة بأنهم من أولاد نصار ليتصلوا ب (نصيري) جد الرؤساء. وما ذلك الا لانهم لم تتأهب الافكار لحفظ نسبهم كالرؤساء فالصقوا بأقرب المحفوظ مع أن البحث يجلو عن خلافه.

علمنا تاريخ (عبد الشاه) من رؤساء بني لام وعرفنا النصوص التاريخية فثبتنا ما وصل الينا، ولزم أن نعين تاريخ المولى بركة المشعشع وهل هو المذكور في المجلد الثالث من (تاريخ العراق بين احتلالين) .

<<  <   >  >>