وهنا نرى اسم مانع يظهر واضحاً، وفى صبح الاعشى نقل المكاتبات الى عرب البحرين، وقال عن التثقيف وقد جمع بين عرب البحرين، وعرب البصرة وما الى ذلك فجعلها ثلاث مراتب. ولا يهمنا ايراد التفصيلات بل نجد فى هذه النصوص توضيحا زائدا. وان ظهور أمراء المنتفق الشبيبيين وأمراء البصرة مما يجعلنا نرى تلك العلاقة بالشرفاء لم تنقطع بل قوى اعتقادنا بما سبق لنا القول به.
وتعوزنا معرفة الصلة بالاشخاص من الطريق التاريخى والا فان الشبيبيين كان لهم شأن فى تاريخ البصرة والاحساء وذكرهم ابن بشر الحنبلى فى كتاب عنوان المجد.
٢ - هؤلاء الشرفاء من السادة الحسنية وان الشريف احمد منهم. والقول بأنهم من الشرفاء لا يدع مجالا للتردد فى أن هؤلاء من السادة الحسنية. والقول بأنهم من السادة الحسينية كان غير معروف. والمحفوظ أنهم أولاد الشريف حسن. ولعل هذا من ذرية أخى الشريف عبد الله أو أولاد ابن أخيه الشريف احمد فلم نقطع فى واحد. وهم من آل شبيب. وان شبيباً رأس الاسرة فصار لاولاده شأن فى وقائع البصرة والاحساء. والنصوص المارة تصرح انهم جاؤا من مكة ولم نجد اشارة الى المدينة وسادتها ولا جاء ذكر رجالها فى حوادث الاحساء ولا فى حوادث تاريخ العراق. فالقول بأنهم حسينية لا دليل يعضده. وان العمود الذى رتب أخيرا لا يرجع فى سنده الى أصل قديم (١) وانما النص المنقول انهم جاؤا من مكة.
٣ - ما ورد فى جريدة (العالم العربى) بتاريخ١١ - ١٢ - ١٩٣١م وعدد ٢٣٧٨ بل المتواتر يؤيد انهم من الشرفاء. وهؤلاء حسينية. ولكن الصلة مقطوعة لبعد العهد وان شهرة شبيب غطت. وجاء تأييدها بما عرف من الحوادث التاريخية عن الشرفاء فى العراق، وما ظهر منهم أخيراً من حوادث. فان العثمانيين استولوا على البصرة، فانتزعوها منهم. وكانت بيدهم الى سنة ٨٢٠ هـ فانتزعتها دوندي. وبعد انقراض الجلايرية من البصرة عادت اليهم. ثم استولى العثمانيون عليها واخذوها منهم وان زعم آل راشد اخوة الرشيد من شمر لا يؤيده تاريخ بل جاء التاريخ بما يطعن بصحة هذا القول، والاتفاق فى الاسماء لا قيمة له وانما العلاقة للمنتفق بالبصرة أكيدة ومن المؤكد ان راشداً ورد ذكره فى عمود نسب آل شبيب. وفخذ الراشد منهم معلوم وان شمر لم تطرق هذه الديار فى ذلك العهد، ولم يعرف لها خبر.
واعتقد ان (آل شبيب) أسرة من الشرفاء الذين وردوا العراق أيام خدابنده واخلافه، ولا شك أن هذا يدعو الى الالتفات فى التحقيق عن هذه الاسرة.
٤ - ورد فى تاريخ المنتفق للرفاعي انهم سادة حسنية. وهذا أقوى دليل لما ذكرت (١) وان عبد الله البرجس أقرب الى الاتصال بهم وهو من آل شبيب يؤكد انهم حسنية وهو من العارفين بنسب أمراء المنتفق وعدهم لي واحداً واحداً.
هذا. ويقولون ان سبب تولي الرئاسة على المنتفق ان أحد الشبيبيين قتله الاجود وكانوا نازلين على بني مالك وبجوارهم فثاروا لقتالهم وكان رئيس بني مالك ابن خصيفة ورئيس الاجود (وثال) . وفى حروب وقعت بين الطرفين نزح (آل وثال) . رؤساء الاجود الى (النجف) . وصار منهم علماء. وكان من آخرهم صديقنا الشيخ محمد حسن حيدر. وقد توفى رحمه الله فى خريف سنة ١٩٤٤ م. ونرى ابنه السيد محمد جواد حيدر سنة ١٩٥٥ م نائبا عن المنتفق. ونتوسم فيه ان يكون قد نال مكانة والده وزيادة. ومن ذلك الحين لم يعد لآل وثال ذكر فى رئاسة العشائر. وأما الاجود فانهم انقادوا لآل شبيب. وهكذا قوي أمر هؤلاء حتى تم على جميع عشائر المنتفق وبينهم بنو مالك والاجود (٢) ولا شك ان المواهب ظهرت مقرونة بالوقائع. وتولى آل شبيب الرئاسة. وقد رويت هذه القصة بصور مختلفة. ولا يعول على مثل هذه. والقدرة برزت للعيان فى وقائع المنتفق وتوالت فى رجال هذه الامارة مدة طويلة، فكانت هذه الحكاية تصويرا لما وقع.