للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"تحفة السالكين": وليحذر من اللحن في (لا إله إلَّا الله) لأنها من القرآن فيمد اللَّام على قدر الحاجة، ويحقق الهمزة المقصورة بعدها ولا يمدها أصلًا، ويفتح هاء (إله) فتحة خفيفة، ولا يفصل بين الهاء وبين (إلَّا الله)، وإيَّاك أن تتهاون في تحقيق همزة (إله)، فإنك إن لم تحققها قلبت ياء، وكذلك همزة (إلَّا)، وتسكن آخر لفظ الجلالة، ثم قال: ويحترز عن تمطيط الذكر والعجلة الشديدة لأنها تخرج الذكر عن حده، فاليزان أن لا يخرجوه عن حده الشرعى. انتهى. ونحوه للعلامة السنوسى والعلامة السجاعى وأبى البركات الدردير والإمام الشعرانى وغيرهم من السادة الأكابر وشنعوا جميعًا على من حرف الذكر على الطريقة الشرعية وحكموا بأنه لا ثواب له، بل واقع في الخسران والضلال البعيد.

قال المحقق الأمير في "نتائج الفكر": واعلم أن جميع كلمة التوحيد مرققة، فلا يفخم منها إلا لفظ الجلالة فقط، ومخارج حروفها قد انحصرت في أربعة: اللَّام والألف والهمزة والهاء، فمخرج اللَّام من طرف اللسان، ويوضع في أصل الثنايا العليا، ومخرج الألف من أصل الجوف خارجة من محض النفس، ومخرج الهمزة والهاء كلاهما من الحلق، غير أن الهمزة أشد من الهاء وأيبس. ونهى العلماء عن السكوت على لا إله لما فيه من إيهام التعطيل، بل يصله بالاستثناء الإثبات بقوله: ألَّا الله بسرعة.

ثم قال: وليحذر ممَّا يقر لبعضهم من تفخيم أداة النفى، وربما مال بألفها إلى جهة الشفتين فتصير كالواو، أو لجهة وسط اللسان وما فوقه فتصير كالياء، أو يبدل همزة إله ياء، أو يشبع الهمزة فتتولد منها ياء، أو يزيد في ألف إله على المد الطبيعى، أو يسكت هنا سكتة لطيفة، أو يشبع همزة إلَّا فتتولد منها ياء، أو يثبت ألفها فإنه لحن، بل يجب حذف الألف الأخيرة لالتقاء الساكنين، وهؤلاء الجهلة يثبتونها ويمدونها ويتفننون في مدها، وبعضهم يمد هاء إله ويولد من إشباعها ألفًا،

وبعضهم يثبت همزة الله ويمدها فتصير كالاستفهام، وكل ذلك مخالف لما نطق به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمر به، وتارة يزعمون أنهم (انجذبوا) فيأكلون بعض حروف هذه الكلمة ويحرفونها، وربما لا تسمع منهم إلَّا أَصوتًا ساذجة أو شيئًا يشبه نهيق الحمار أو هدير الطائر.

<<  <   >  >>