للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تأباها المروءة والغيرة، فإن هؤلاء البنات قد بلغن حد الشهوة ويخرجن متبرجات متهتكات على صورة الخلاعة تعبث بهن الكهول والشبان في الشوارع وعلى قارعة الطرق، ولا يخفى ما في ذلك من الفتنة وفساد الأخلاق.

هذه هى المواسم الشرعية فانظر رعاك الله كم بدعة أحدثوا فيها! وكم سيئة ارتكبوها نعوذ بالله من الشيطان وحزبه، ونسأله تعالى السلامة من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

المواسم الَّتى نَسَبُوهَا للشَّرع وَلَيسَت مِنهُ

(منها): ليلة الثانى عشر من ربيع الأول يجتمع لها الناس في المساجد وغيرها فيهتكون حرمة بيوت الله تعالى، ويسرفون في الوقود فيها ويرفع القراء أصواتهم بقصائد الغناء التى تثير شهوة الشبان إلى الفسق والفجور، فتراهم عند ذلك يصيحون بأصوات منكرة ويحدثون في المساجد ضجة فظيعة، وقد لا يتعرضون في قصائدهم لشئ من خصائص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخلاقه الكريمة وأعماله النافعة الجليلة، وفيهم من يشتغل بالذكر المحرف، وكل ذلك لم يأذن به الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ولم يعهد عن السلف الصالح فهو بدعة وضلالة كما سبق في بدع الموالد.

(ومنها): ليلة المعراج التى شرف الله تعالى هذه الأمة بما شرع لهم فيها، وقد تفنن أهل هذا الزمان بما يأتونه في هذه الليلة من المنكرات، وأحدثوا فيها من أنواع البدع ضروبًا كثيرة كالاجتماع في المساجد، وإيقاد الشموع والمصابيح فيها وعلى المنارات مع الإسراف في ذلك، واجتماعهم للذكر والقراءة وتلاوة قصة المعراج، وكان ذلك حسنًا لو كان ذكرًا وقراءة وتعليم علم، لكنهم يلعبون في دين الله، فالذاكر على ما عرفت، والقارئ على ما سمعت فيزيد فيه ما ليس منه وينقص منه ما هو فيه، وما أحسن سير السلف فإنهم كانوا شديدى المداومة على ما كان عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يخرجون عن الثابت قيد شعره ويعتقدون الخروج عنه ضلالة لا سيما عصر الصحابة ومن بعدهم من أهل القرون الثلاثة المشهود لهم بالخير رضى الله عنهم أجمعين.

<<  <   >  >>