ظهرها، وهذا لا شك سبيل إن تمادت فيه تلاشت، نتيجة لازمة للتفريق خصوصًا في الدين الذى هو ملاك الأمر كله؛ وقد أمر الله سبحانه علماء الأمة أن يأخذوا على أيديها بالإرشاد إلى السنة الصحيحة وأن يدلوا لها بالحجة والبرهان حتى يؤدوا أمانة الله التى وضعها في أعناقهم.
وقد قام بهذا الواجب الشيخ الكبير، والعلامة الخطير (الشيخ على محفوظ) فألف كتابًا أسماه "الإبداع في مضار الابتداع" وقد تصفحته فوجدته الغاية المطلوبة، والضالة المنشودة، بين فيه طريق الكتاب والسنة، وأرشد إلى التمسك بهما، وبين البدع، ونهى عن ارتكابها، بأوضح مبنى، وأجزل معنى، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا، ووفقه لنفع الإسلام والمسلمين.
(تقريظ) حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ محمد العناني المالكي، من هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مبدع الكائنات، والصلاة والسلام على أفضل من نهى عن اتباع البدع والضلالات، وعلى آله أعلام الهداية، وأصحابه البعيدين عن الغواية.
(أما بعد) فقد اطلعت على كتاب "الإيداع" لحضرة مؤلفه النابغة أخينا القدوة الشيخ على محفوظ فألفيته كتابًا قد تحقق ياسمه، فلقد أبدع فيه مؤلفه أيما إبداع، فكم من آيات بينات استشهد بها! وكم من أحاديث احتج بها! وكم ضرب الأمثال وساق الحكم! وعلى الجملة فلما يدع طريقًا صحيحة إلا وأتى عليها، ولا تالدًا نافعًا إلا وضمه إليه فهو كتاب جمع إلى سلامة العبارة وصحة النقل حسن البيان، ومتانة الأسلوب ودقة المعنى، كتاب يصلح أن يكون مرشدًا لمن أراد أن يتعلم صناعة الوعظ النافع، هاديًا لمن أراد أن يهتدى بهديه، ويستنير بضيائه وكنت ممن يسمع بفضل الأستاذ وطول باعه، سيما في هذا الباب من الكتاب ولكن حينما نظرت كتابه هذا قلت: فما راء كمن سمعا، فليس ببدع أن يسمى كتابه بـ"بالإبداع" فإنه الجدير بأن يسمى "المرشد إلى الطريق القويم، والهادى إلى الصراط المستقيم"، نفع الله به المسلمين، وأجزل لمؤلفه الثواب وجعله مثالًا صالحًا وقدوة حسنة للعلماء آمين.