ومثله (فحل السيد البدوى) في الوجه القبلى فإنهما بسوائب الجاهلية أشبه وطوافهما في القرى ودخولهما غرف المنازل عند العواء من علائم الخير ودلائل القبول وكل ذلك لا أصل له.
ومن قبيل الأوهام والخرافات (كذبة إبريل) وقد حدثت في منتصف القرن السادس عشر حين أبدلت فرنسا تقويمها وجعلت رأس السنة أول يناير بدلًا من إبريل، وكان أول يوم من إبريل مخصصًا للمعايدة والمهاداة، فلما أبدل رأس السنة صار الناس يتمازحون بالهدايا الكاذبة يوم أول إبريل وصار الكذب فيه عادة مألوفة من ذلك الحين، هذا أصح ما قيل في سببها.
(وجملة القول) أن الأوهام مرض عام مكروبه منتشر في كل مكان إلا أن المتعلم العاقل يقوى عليه فيضعفه، وغيره لا يقوى عليه فيصبح مرتعًا له يسرح فيه ويمرح، يشهد لذلك ما هو مشاهد بين العامة لاستعدادهم لتأثير الخرافات والأوهام، وما ذاك إلا لشدة انغماسهم في الجهالات وسقوطهم في مهاوى الضلالات، وأكثر أوهامهم في المسائل الدينية، وخرافاتهم في السائك العمومية، وما ذكرناه قليل من كثير عليه العامة، ومن خالطهم عرف من أوهامهم وخرافاتهم أشياء كثيرة.
وبالله تعالى التوفيق.
خَاتمَة
من نظر فيما عليه الناس في هذا الزمان وجد أنهم قد بعدت مسافة الخلف بينهم وبين السلف الصالح، فقد ترك الناس السنة، ومالوا إلى البدعة وتحاوزوا حدود الشريعة، وأحدثوا في الدين ما ليس منه، ولم يقفوا في الابتداع عند حد، حتى لقد ابتدعوا في شعائر الدين وصور العبادات التى كان يجب الاقتصار فيها على ما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى يفوزوا بإحسان الله ورضوانه، ولقد طغى سيل البدع حتى خفيت به معالم كثير من السنن، وصار من الصعب على كثير من الخواص تمييز السنة عن البدعة، فما ظنك بالعوام الذين لم يمارسوا السنة ولم ينهلوا من موارد الشريعة الصافية، فإن هؤلاء إنما