الكلام في الأفراح لا يخرج عنه في الموالد، وإذا وزنت أعمال الناس في الأفراح اليوم بميزان الشرع الشريف ظهر لك الحكم فيما ابتدعوا فيها، ولا يعزب عنك أن الأفراح اليوم قد حوت من البدع ضروبًا كثيرة، سواء كانت من اختصاصات الأفراد كالذى يعمل في الأعراس، عند قدوم الحاج، وعند حدوث نعمة أو دفع نقمة، أو كانت من اختصاصات الأمم والجماعات كالذى يصنع للملوك من عيده الجلوس والميلاد فإنك ترى الناس حتى العقلاء لا يقصدون منها إلا الرياء والافتخار، والبسطاء يضمون إلى ذلك خلع عذار الحياء، يرون أن بالأفراح يرتفع التكليف فيأتون بالألاعيب المخجلة والأساليب المعيبة.
فمن منكرات الأفراح أن يجتمع إخوان العريس قبل الزفاف بليلة ويؤتى بالأسطى المزين ليخضب بالحناء يديه ورجليه مع أنه حرام على الرجال إلا من عذر، وفى ليلة الزفاف يحميه بالماء مكشوف العورة أمام الإخوان الذين يصفقون حوله مع الغناء، وكذا تصنع القابلة بالعروس وذا كله من أعمال الجاهلية.
(ومنها): ما يكون وقت الزفاف من تبرج النساء واختلاطهن بالرجال.
(ومنها): اجتماع الأحداث يحملون الشموع وباقات الأزهار وينشدون الأناشيد، وكل ذلك منكر شرعًا لما فيه من إضاعة المال لغير غرض شرعى، وباجتماع الأحداث بثيابهم الفاخرة يعتادون الخلاعة وينشئون على سيئ الأخلاق.
(ومنها): التكلف في الأفراح فوق طاقتهم بإعداد المعدات وصنع ألوان الأطعمة وربما أضافوا إليها أنواع الخمر تطييبًا لنفوس المدعوين.
(ومنها): آلات اللهو والطرب غير المباح، وربما كان المغنى امرأة، والمسلم منهم إذا أحيا العرس بقراءة القرآن أو قصة المولد تقع قراءته على غير الوجه المشروع.
ومن البدع الضارة بدعة الإسراف في جهاز العروس والتغالى في مهرها، وقد انتشرت تلك البدعة في بلادنا اليوم فكانت عاقبتها خسرًا ووبالًا. ضرر بين، وفقر