للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أفضل القربات.

(ومن البدع) قطعهما من شعورهم ورميها في القنديل الكبير القريب من التربة النبوية الشريفة، يزعمون أيضًا أن ذلك قربة عظيمة وبركة.

(ومن البدع) الطواف بالقبر الشريف فإنه لم يشرع قربة إلا بالبيت كما سبق، وحكى الإمام الحليمى عن بعض أهل العلم أنه نهى عن إلصاق البطن والظهر بجدار القبر الشريف ومسحه باليد، وذكر أن ذلك من البدع. وقد ماتت هذه البدع اليوم لغيرة العلماء وهمة الحكام هناك (ومن العامة) من إذا حج يقول: أقدس حجتى ويذهب فيزور بيت المقدس، ويرى أن ذلك من تمام الحج وهو غير صحيح، وزيارة بيت القدس مستحبة ولكنها مستقلة ولا تعلق للحج بها، روى أحمد في "المسند" أبو داود وابن ماجه عن ميمونة مولاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنها قالت: يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس؟ قال: "أرض المحشر والمنشر، ائتوه وصلوا فيه فإن صلاة فيه بألف صلاة" وهو صريح فيما قلنا.

ومنهم من يزعم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من زارني وزار أبى إبراهيم في عام ضمنت له على اللَّه الجنة" وهذا باطل لا يعرف في كتاب، وزيارة الخليل عليه السلام مستحبة غير منكرة، وإنما المنكر ما رووه.

(وعلى الجملة) فالناس اليوم يرتكبون في الحج بدعًا كثيرة، منها ما هو محرم، ومنها الكروه يعرف ذلك بالوقوف على كتب المناسك ككتاب ابن الصلاح رضى الله عنه ففيها الكفاية.

الفصْل الثامن في بِدَع الطُّرق

نذكر لك في هذا المقام شيئًا على سبيل الإجمال من كلام القوم في أصل الضريق وأحوال أهله، لتقارن، بينه وبين ما عليه أرباب الطرق اليوم حتى تكون في الأمر على بصيرة.

اعلم أن الطريق هو السبيل الموصل لتهذيب النفوس وتطهيرها من أدران الرذائل، وتحليتها بأحاسن الفضائل، لغرض القرب من الله تبارك وتعالى.

(والطرق كما قال الإمام الغزالى أربعة): الأول أن يجلس بين يدى شيخ بصير بعيوب النفس مطلع على خفايا الآفات، ويحكمه في

<<  <   >  >>