وعلى آله وصحبه وعترته وحزبه الذين أظهروا الشعائر، وأحيوا السنة وحاربوا البدع والكبائر أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون.
(أما بعد) فإن أفضل أعمال البر، وأحسن خصال الخير، الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والوعظة الحسنة، والإرشاد إلى محجة الهداية والفلاح؛ ولما كان ذلك لا يتم في هذا العصر الذى طمى فيه سيل البدع والأهواء، وكادت تنطمس فيه معالم الشريعة السمحة الغراء إلا بتحديد الفرق بين البدعة والسنة وبيان ما في الاتباع من سعادة وخير، وما في الابتداع من شقاء وضير، مست الحاجة إلى كتاب في أصول البدع وفروعها، وبيان مساويها ومضارها، ليكون عدة للواعظ في مهمته، ونبراسًا يضئ له وجه الصواب في دعوته، وقد اطلعت على مواضع من هذا السفر الجليل المسمى بـ" الإبداع" الذى وضعه العلامة الفاضل، والأستاذ الكامل الشيخ على محفوظ فوجدت فيما رأيت خير كتاب جمع إلى تحقيق المباحث عذوبة الألفاظ وحسن الترتيب، ولا غرو، فالأستاذ من أجل علماء البرهان، وفرسان حلبة البيان، وخير المرشدين وأجل الواعظين البرزين، ولا تزال طائفة من الأمة على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتى أمر الله، نفع الله المسلمين بهذا الكتاب ومؤلفه وجزاه عن الإسلام خير الجزاء، إنه سميع الدعاء.
يوسف الدجوى
من هيئة كبار العلماء
(تقريظ) حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ الدينارى الشافعى، شيخ معهد طنطا ومن هيئة العلماء بالأزهر الشريف:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى أنعم على عباده لنعمة الإيمان والإسلام، وأرشدهم إلى سبيل الرشاد على لسان أنبيائه -عليهما الصلاة والسلام- واصطفى من الأمة الإسلامية مرشدين هادين، بينوا الحق من الباطل، وميزوا الخبيث من الطيب، يلقون أحكامه، ويرشدون إلى سبيل السعادة، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه.
(أما بعد) فإن الأمة الإسلامية قد تركت سالف مجدها وسنة نبيها وسارت في طريق البدع والأهواء وأصبحت فرقًا وشيعًا، ركبت رأسها، وكأنها نبذت كتاب الله وراء