ينصروا الدين ويقيموا حدود الله، ويضربوا على أيدى العابثين بأحكام الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-: فإنهم عن ذلك مسئولون بين يدى أحكم الحاكمين يوم ينظر المرء ما قدمت يداه، وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.
أما إذا فرط العلماء، وتهاون الحكام والولاة وتركوا حبل الناس على غاربهم حتى استبيحت المحرمات، وراجت سوق البدع والمنكرات، فهناك يظهر الفساد وتفشو المناكر بين العباد ويعم الظلم جميع البلاد وهنالك تكون الطامة، وتحق عليهم كلمة العذاب { … حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَاحَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ}(١).
رب إن الهدى هداك، والخير بيديك، ولا ملجأ منك إلَّا إليك، رغبة ورهبة إليك، فيارب اهد الأمة إلى محاسن دينك، ووفقها للعمل بسنة نبيك وقيض لها من العلماء العاملين، والأخيار المخلصين والهداة المرشدين والولاة المتقين، من يوضح لها الحجة، ويحملها على المحجة، ويهديها الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهما ولا الضالين آمين.
اللهم يا من إحسانه فوق كل إحسان، يا من لا يعجزه شيء، يا كثير المعروف يا دائم الإحسان نسألك من كرمك الواسع وجودك الفياض، أن ترزقنا السلامة والعافية في ديننا ودنيانا مع التوفيق لصالح الأعمال، وأن تملأ قلوبنا بمحبتك ومحبة رسولك المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، والإخلاص لعزة جلالك، وأن تمن علينا بالقبول والرضوان يا رحمن يا رحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكان الفراغ من تأليفه صباح يوم الجمعة (١٦) من جمادى الثانية عام (١٣٤١ هـ).
المؤلف
علي محفوظ
[تقاريظ العلماء للكتاب]
(تقريظ) حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ دسوقي العربي المالكي، أحد هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى جميع إخوانه من الأنبياء والمرسلين، وعلى الكل وصحابته الهادين إلى الصراط