للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأنثى فوق الذكر ولامست الرجال ولامسوها، فلحقهم بذلك أنواع من الضرر دينًا ودنيا.

(والثانى): مسمار في وسط البيت سموه سرة الدنيا وحملوا العامة على أن يكشف أحدهم عن سرته وينبطح بها على ذلك الموضع حتى يكون واضعًا سرته على سرة الدنيا، قاتل الله واضع ذلك ومختلفه، وبلغنا إقلاع الناس اليوم عن هذين الأمرين بيقظة ولاة الأمور هناك.

ومن بدع الحج افتتان العامة بجبل عرفات في زماننا، وأخطأوا في أشياء من أمره:

(منها): أنهم اعتقدوا إن الجبل هو الأصل في الوقوف بعرفات فهم بذكره مشغوفون وعليه دون باقى بقاعها يحرصون، وذلك خطأ منهم فعرفات كلها موقف، وإنما أفضلها موقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند الصخرات عن يسار الجبل على ما هو معروف في الفروع. وقد نشأ عن هذه البدعة تزاحم الناس في الوقوف على خصوص الجبل تزاحمًا أفضى بهم إلى ضرر كثير.

(ومنها): إيقاد النيران على الجبل ليلة عرفة واهتمامهم لذلك بحمل الشمع له من بلادهم، واختلاط الرجال بالنساء في ذلك صعودًا وهبوطًا بالشموع الكثيرة المشعلة وقد تزاحم المرأة الجميلة بيدها الشمع الموقد كاشفة عن وجهها بين الرجال الأجانب، وهى ضلالة شابهوا فيها أهل الشرك في مثل ذلك الموقف الجليل، وهى ضلالة فاحشة جمعت أنواعًا من القبائح، منها إضاعة المال في غير وجهه، ومنها إظهار شعائر المجوس، ومنها اختلاط الرجال بالنساء والشمع بينهم ووجوههم بارزة، وإنما أحدثوا ذلك من قريب لما انقرض أكابر العلماء العاملين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.

ومن البدع الذهاب إلى عرفات قبل دخول وقت الوقوف بانتصاف يوم عرفة فإن أكثرهما يرحلون في اليوم الثامن من مكة إلى عرفة رحلة واحدة وإنما سنة رسول

الله -صلى الله عليه وسلم- السير في الثامن من مكة إلى منى والمبيت بها إلى يوم عرفة، وتأخير الحصول بعرفات إلى ما بعد زوال الشمس يوم عرفة كما هو مبين في محله.

(ومن البدع) وجهالة العامة التى أحدثوها بمسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكل التمر الصيحان في الروضة الشريفة بين القبر والمنبر، يزعمون أن ذلك من

<<  <   >  >>