عاشوراء لم يرمد ذلك العام، وأن من اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام" فصار قوم يستحبون في هذا اليوم الاغتسال والاكتحال والتوسعة على الأهل، وهذه كلها بدع أصلها من خصوم الحسين رضى الله عنه، كما أن بدعة الحزن وما إليه من أحبابه، والكل باطل وبدعة وضلالة.
قال العلامة ابن العز الحنفى: إنه لم يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في يوم عاشوراء غير صومه، وإنما الروافض لما ابتدعوا المأتم وإظهار الحزن يوم عاشوراء لكون الحسين رضي الله عنه قتل فيه ابتدع جهلة أهل السنة إظهار السرور واتخاذ الحبوب والأطعمة والاكتحال، ورووا أحاديث موضوعة في الاكتحال والتوسعة على العيال. وقد جزم الحافظ السخاوى في "المقاصد الحسنة" بوضع حديث الاكتحال وتبعه غيره منهما مثلًا على القارى في كتاب "الموضوعات" ونقل الحافظ السيوطى في "الدرر المنتثرة" عن الحاكم أنه منكر، وقال الجراحى في "كشف الخفاء ومزيل الإلباس"، قال الحاكم أيضاً: الاكتحال يوم عاشوراء لم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه أثر وهو بدعة. اهـ.
(وجملة القول) لم يستحب أحد من الأئمة الأربعة ولا غيرهم شيئًا من ذلك لعدم الدليك الشرعى، بل المستحب يوم عاشوراء عند جميع العلماء هو صومه مع صوم يوم قبله كما عرفت.
(ومن بدع الناس في هذا اليوم) الشحذ على الأطفال باسم زكاة العشر رجاء أن يعيشوا وهو شائع في مصر، وبعض التجار وأرباب الأموال يزعم أن ذلك يكفى عما وجب عليه من زكاة الأموال، ولا يخفى أن ذلك كله وهم وجهل.
(ومنها): البخور الذى يطوف به على البيوت في مصر قوم من العاطلين الذين لاخلاق لهم فيرقون منه الأطفال مع كلمات ساقطهّ يقولونها بمحضر من أمهاتهم، يوهمونهن أن هذه الرقية وقاية لهم من العين وكل مكروه إلى السنة القابلة، وهذا أمر يحتاج إلى توقيف من صاحب الشريعة صلوات الله وسلامه عليه، ولم يثبت، فهو بدعة وضلالة.
ومن البدع السيئة في هذا الموسم طواف البنات في شوارع مصر بأطباق الحلوى ينادين عليها بقولهن:(ياسى على لوز) فهذه ضلالة ومعرة