(ومن ذلك) صلاة ركعات بهيئة مخصوصة ليلتها ويومها: ورواية أبى هريرة رضي الله عنه: "من صلى فيه أربع ركعات يقرأ في كل ركعة {الحمد لله}
مرة، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إحدى وخمسين مرة غفر الله له ذنوب خمسين عامًا" لم تثبت صحتها. وإليك بيان منشأ هذه الأحداث إجمالًا وتفصيلًا:
لقد أحدث الشيطان الرجيم بسبب قتل الحسين رضي الله عنه بدعتين:
(الأولى): الحزن والنوح واللطم والصراخ والبكاء والعطش وإنشاد المراثى، وما إلى ذلك من سب السلف ولعنهم وإدخال البرئ مع المذنب، وقراءة أخبار مثيرة للعواطف مهيجة للفتن وكثير منها كذب. وكان قصد من سن هذه السنة السيئة في ذلك اليوم فتح باب الفتنة والتفريق بين الأمة، وهذا غير جائز بإجماع المسلمين، بل إحداث الجزع والنياحة وتجديد ذلك للمصائب القديمة من أفحش الذنوب وأكبر المحرمات.
(الثانية): بدعة السرور والفرح واتخاذ هذا اليوم عيدًا تلبس فيه ثياب الزينة ويوسع فيه على العيال، فكل هذا من البدع المكروهة.
والتوسعة وإن كانت مشروعة في الجملة لكن احتف بها ما يقرب من اعتقادها دينًا، فعلى الرشد أن يكون في بيان ذلك حكيمًا حتى لا يكون مثيرًا للفتنة.
وذلك أنه كان بالكوفة قوم من الشيعة يغلون في حب الحسين رضي الله عنه وينتصرون له، رأسهم المختار بن عبيد الكذاب الرافضى الذى ادعى النبوة، وقوم من الناصبة يبغضون عليًّا وأولاده ومنهم الحجاج بن يوسف الثقفى، وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"سيكون في ثقيف كذاب ومبير"(والمبير: المسرف في إهلاك الناس يقال: بار الرجل يبور بورًا، فهو بائر هالك، وأبار غيره: أهلكه) فكان ذلك الشيعى هو الكذاب وهذا الناصبى هو المبير، فأحدث أولئك الحزن وهؤلاء السرور، ورووا:"أن من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته"، وقد سئل الإمام أحمد عن هذا الحديث؟ فقال: لا أصل له، وليس له سند إلا ما رواه ابن عيينة عن ابن المنتشر وهو كوفى سمعه ورواه عمن لا يعرف. وممن قال إن حديث التوسعة موضوع الإمام ابن الجوزى عالم الآفاق وواعظ العراق، ورووا: "أن من اكتحل يوم