فقد ورد:"أفضل الأذكار لا إله إلَّا اللَّه، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير".
ورأى آخرون من العلماء أن الذكر كما يكون بالجملة يكون بالاسم المفرد، قال العلامة البنانى في شرحه على صلاة ابن مشيش: أعلم أن ذكر الاسم المفرد المعظم مجردًا عن التركيب بجملة وهو قوله: (الله الله) ممَّا تداولته السادات الصوفية، واستعملوه بينهم إلى أن قال: وفى الصحيح: "لا تقوم الساعة حتى لا يبقى من يقوله: (اللَّه اللَّه) وهو شاهد في الجملة بذكر هذا الاسم وحده، لا سيما على رواية النصب، ولا نزاع في جواز التلفظ بالاسم الكريم وحده، فأى مانع أن يكرره الإنسان مرات كثيرة، وكونه لم ينقل عن السلف لا يقتضى منعه ولا كراهته، وكم أشياء لم تكن في عهد السلف مع أنها جائزة إلى أن قال: فلا ينبغى التوقف في ذلك، ولا التشغيب بإنكاره، وقال الشيخ أبو العباس المرسى رحمه الله: ليكن ذكرك: "الله"، فإن هذا الاسم سلطان الأسماء وله بساط وثمرة، فبساطه العلم وثمرته النور، وليس النور مقصودًا لذاته، بل لما يقع به من الكشف والعيان، فينبغى الإكثار من ذكره واختياره على سائر الأذكار لتضمنه لجميع ما في (لا إله إلَّا الله) من العقائد والعلوم والآداب والحقوق فإنه يأتى في (الله) وفى (هو) ما لا يأتى في غيرهما من الأذكار. انتهى.
وقال الشيخ زروق: ولهذا اختاره المشايخ ورجحوه على سائر الأذكار وجعلوا
له خلوات ووصلوا به إلى أعلى المقامات والولايات وإن كان فيهم من اختار في
الابتداء (لا إله إلَّا الله) وفى الانتهاء (الله الله)، وقال ابن حجر في "الفتاوى
الحديثية": ذكر (لا إله إلَّا الله) أفضل من ذكر الجلالة مطلقًا بلسان أهل الظاهر. وأما أهل الباطن فالحال عندهم يختلف باختلاف حال السالك فمن هو في ابتداء أمره ومقاساة شهود الأغيار وعدم انفكاكه عن التعلق بها يحتاج إلى النفى والإثبات حتى يستولى عليه سلطان الذكر، فإذا استولى عليه فالأولى له لزوم الإثبات أعنى (الله الله) وبهذا يتبين أن الذكر بالاسم المفرد لا مانع منه شرعًا، إذ لم يرد نهى عنه من الشارع يفيد كراهته أو تحريمه.