للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اسمان من أسماء الله تعالى لما يلزم عليه من الكفر بنفى وجود إيل وهو الله تعالى على زعمه، والتناقض في الكلمة المشرفة التى هى أفضل الكلام ومفتاح الإسلام، وغير ذلك من المفاسد، بل يخشى على فاعلها الكفر كما ذكره العلامة الأخضرى والعلامة الأمير والعارف الدردير وغيرهم من المحققين حيت قالوا: يحرم تقطيع أسماء الله تعالى، بل ربما يخشى على من حرفها وقطعها الكفر والعياذ بالله تعالى، وبينوا التحريف والتقطيع كما سبق، وقالوا أيضًا: يجوز الذكر بـ (هو ها وهى) والجواب: أنها دعوى لا دليل عليها، فإن ها وهى من الضمائر المؤنثة فلا يجوز الذكر بها إذ لم ترد لا في كتاب ولا سنة، وما وقع في كتب المخذولين لا يلتفت إليه.

ويجوز الذكر بـ (هو) لأنَّه من أسماء الله المضمرة وقد ورد كتابًا وسنة.

قالوا: يجوز الذكر بلفظ (أه) لما زود أنه الاسم الأعظم.

ونقول لهم: لم يثبت من طريق صحيح أنه اسم من أسمائه تعالى، وقد علمت أن أسماءه تعالى توقيفية، فلا يجوز الذكر به. وما قيل في بعض الحواشى من أنه الاسم الأعظم لا سند له، وما يروى من أن النبي صلوات الله وسلامه عليه زار مريضًا كان يئن، وأن أصحابه رضي الله عنهم نهوه عن الأنين، وأنَّه عليه الصلاة والسلام قال لهم: "دعوه يئن فإنه يذكر اسمًا من أسمائه تعالى" لم يرد في حديث صحيح ولا حسن كما قرره الثقات. وقد أفتى المرحوم الشيخ محمد أبو الفضل شيخ الجامع الأزهر في هذه المسألة فقال رحمة الله عليه ما نصه: إن هذا اللفظ المسئول عنه (أه) بفتح الهمزة وسكون الهاء ليس من الكلمات العربية في شيء، بل هو لفظ مهمل لا معنى له مطلقًا، وإن كان بالمد فهو إنما يدل في اللغة العربية على التوجع، وليس من أسماء الذوات فضلًا عن أن يكون اسمًا من أسماء الله الحسنى التى أمرنا أن ندعوه بها، إلى أن قال رحمه الله: ولا يجوز لنا التعبد بشيء لم يرد الشرع بجواز التعبد به، وفى الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" إلخ ما قرره، رحمة الله عليه.

وقالوا: يجوز الذكر بحرف واحد كما ورد في أوائل السور ككاف وهاء وياء وعين وص، ويجوز الذكر بأسماء الله طرًا.

<<  <   >  >>