للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لهذين السببين أحجم

الشبان عن الزواج الشرعى والحلال الطيب مخافة الارتباك والتورط في المعيشة والوفوع فيما لا تحمد عقباه، (والسعيد من بغيره اتعظ، والشقى من وعظ به غيره) وأقبلوا على الحرام الخبيث وعرضوا أنفسهم للأذى والأمراض الخبيثة كالزهري والسيلان والسل الرئوى، فمنهم من تنحط به الإنسانية فيكتفى ببيوت البغاء، ومنهم من يعمل على مخادنة بعض الفتيات الساقطات يلهو بها سرًّا، ومنهم من يترفع عن الدنايا ويربأ بنفسه أن يكون أخا الحيوان أو يخشى الوقوع في مخاطرة الدعارة، فيرغب في الزواج الشرعى ولكنه يتأنى في الأمر، ويتمهل حتى يختار لنفسه فتاة مصونة عفيفة، وقد ينتهى به الأمر إلى أن يفضل العزوبة خشية الوقوع في فتاة شقية ذات أخدان.

ولقد جاءتنا مصيبة التبرج والخلاعة واختلاط النساء بالرجال من تقليد المرأة الشرقية للمرأة الغربية واستحسان عاداتها والافتتان بزينتها والسير وراءها من غير عقل ولا روية، وذا يحتاج إلى نفقات كثيرة ترهق كاهل الأزواج هتوقع في وهدة الإسراف والتبذير الذى مآله الذل والاستعباد والإفلاس والخراب.

ولو أن أولى الأمر منا منعوا تبرج النساء واختلاطهن بالرجال، وقاموا على حراسة العفاف ظاهرًا وباطنًا، ولو أن الأمة كذلك أقلعت عن تقليد الأجانب في عاداتهم السيئة، وقنع ولى الفتاة بما يقدر عليه الزوج من المهر ما دام حسن الأخلاق مهذب النفس، وابتعد كل من أهل العروسين عن الإسراف في الجهاز، وإقامة الأفراح، لو كان هذا لأقبل الشبان على الزواج آمنين غير خائفين، فتنحل أزمة الزواج وتقل دواعى الفسوق والفجور، وتسلم الأمة من شر العاطلات من الفتيات وذل الدَّيْن والاستعباد.

ما كان لخصوم الحجاب وأنصار السفور من دعاة التجديد المفتونين بزخارف المدنية الغربية الكاذبة، ما كان لهم أن يعملوا على ترويج ذلك الباطل المقبوح، وأن تحذر المرأة المصرية حذو المرأة الغربية، فللغربية أن تخرج متبرجة سافرة متهتكة، وأن تخالط الرجال، ولا لوم عليها في كل ما تفعل، فليس لها دين قويم يحرم عليها ذلك، أما المصرية المسلمة

<<  <   >  >>