للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعلّة أيضا لمتابعة عمرو بن الحرث له على تصريح يزيد، فسمّاه وناهيك به

جلالة ونبلا، وذكره أبو القاسم في الكبير وفي الأوسط، زاد الحسن بن

ثوبان: وقال لم يروه عن الحسن إلّا رشدين بن سعيد، وأيضا فذكر اللخمي

في مسنده، نا أبو الوليد، نا ليث، نا يزيد وثعلبة جميعا، فيشبه أن يكون

تصحف على الناسخ، والنسخة التي نقلت منها في غاية الجودة، فالله أعلم،

فليس ما أورده قادحا في إسناد حديث الباب إذ فيه دخول جبلة بن يزيد

وعبد الله لتصريح يزيد فيه بالسماع من عبد الله، ويكون على هذا سمعه منه

وعنه؛ فأولا سمعه من جبلة فحدّث به، ثم أنّه رأى عبد الله فسأله عما سمعه

عنه فحدّثه به؛ فحصل لهْ نزول ثم علّق، وهذا شأن جماعة من العلماء. حدثنا

أبو الطاهر أحمد بن عمر بن السرح، نا عبد الله بن وهب، أخبرني يونس عن

ابن شهاب عن عطاء بن يزيد أنّه سمع أبا أيوب الأنصاري يقول:"نهى

رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يستقبل الذي يذهب الغائط القبلة، وقال: شرقوا أو غربوا "

هذا حديث أخرجه الأئمة الستة (١) في كتبهم بزيادة:"فقدمنا الشام فوجدنا

مراحيض قد بنيت قبل الكعبة، فننحرف عنها ونستغفر الله عز وجل"وفي

مسلم: " ببول أو غائط " وفي النسائي من حديث مالك عن إسحاق عن

رافع بن إسحاق سمع أبا أيوب وهو بمصر يقول: والله ما أدري كيف أصنع

بهذه الكرابيس وقد قال عليه السلام … الحديث، ولعل قائلا يقول: سفيان

والزهري يدلسان، ولم يصرحا هنا بالسماع فلعلّ ذلك يكون علّة، فيقال له:

ليس كما توهمت؛ لأن كلا من المذكورين صرح بسماعه؛ ففي البخاري: نا

مسند الحميدي بتصريح الزهري بسماعه إياه من عطاء، وكذا عن أبي أيوب،

وفي مسلم: عن يحيى قلت/لابن عيينة: سمعت الزهري يذكر عن عطاء …

الحديث فقال: نعم، وقال الترمذي: حديث أبي أيوب أحسن شيء في هذا

الباب وأصح، وفي بعض النسخ: وأصح صحيح وقد رواه عن أبي أيوب غير

عطاء جماعة منهم عمر بن نافع وثابت ابن إسحاق وأبو الأحوص وعبد


(١) صحيح. متفق عليه. رواه البخاري (ح/١٤٤، ٣٩٤) ومسلم في (الطهارة، ح/٥٩)
وأبو داود (ح/٩) والترمذي (ح/٨) وقال الترمذي: حديث أبي أيوب أحسن شيء في هذا
الباب وأصح. والنسائي في (الطهارة باب"١٩، ٦٠") وابن ماجة (ح/٣١٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>