للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زاد على الثلاث لو قال به قائل لكان مصيباً. لأنّ في حديث أبي هريرة/ [٤٩١/أ] حين قفل من غزوة حنين بالحاء المهملة كذا نص عليه الأصيلي، وغلط من قاله بالمعجمة، وحديث أبي قتادة قال أبو الوليد الباجي: يدلّ أنه من خيبر، وصرح في حديث ابن مسعود بأنه كان بالحديبية، وحديث عقبة وعطاء مصرّح بتبوك، وحديث ذى مخبر مصرح بأنه في سرية مبهمة، وكذلك اختلاف أسماء الكالئين، والمستيقظين فرأيت على المسند بقية المشايخ علي بن الحسن بن على بن محمد بن عبد القوي الأنصاري- رحمه الله تعالى- أخبرنا شيخ الإِسلام مفتى المسلمين أبو الحسن علي بن القدوة أبي العباس أحمد بن علي، أنبأ أبو الحسن محمد بن أحمد بن جبير عن أبي عبد الله محمد بن أبي محمد عبد الله التميمي أنبأ القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض سماعًا، قال فإن قلت فما نقول في نومه صلي الله عليه وسلم يوم الوادي وقد قال: "إن عيني تنامان ولا ينام قلبي" (١) فاعلم أنّ للعلماء في ذلك أجوبة: منها: أنّ المراد بأن هذا حكم قلبه عند نومه وعينيه في غالب الأوقات، وقد يندر منه غير ذلك، كما ندر من غيره بخلاف عادته، ويصحح هذا التأويل قوله- صلى الله عليه وآله وسلم- في الحديث نفسه: "إن الله تعالى قبض أرواحنا" (٢) ، وقول بلال فيه: ما ألقيت على نومة مثلها قط، ولكن مثل هذا إنّما يكون منه لأمر يريده الله؟ لإثبات حكم، وتثبيت سنة، وإظهار شرع، وكما قال قال الحديث الآخر لوَ شاء الله لأيقظنا، ولكن أراد أن يكون لمن بعدكم الثانى أنّ قلبه لا يستغرقه النوم حتى يكون منه الحدث فيه؛ لما روى: " أنه كان محروساً (٣) ، وأنه كان ينام حتى ينفخ، وحتى يسمع خطيطه ثم


(١) صحيح. متفق عليه. رواه البخاري (٢/٦٧) ، ومسلم في (لصلاة المسافرين، ح/١٢٥) ، والترمذي (ح/٤٣٩) . وقال: هذا حديث حسن صحيح. والوسائط (٣/٢٣٤) ، وأحمد (٦/١٠٤) ، وابن خزيمة (٤٩) ، وتلخيص (٣/١٣٥) ، ومشكل (٤/١٣٥) ، واستذكار (١/٩٩) ، والشمائل (١٤٤) ، والشفا (٤٠٩،٢/٣٤٩،١/١٨٩) ، والتمهيد (٦،٢٠٩،٥/٢٠٨/٣٩٣،٣٩٢) .
(٢) صحيح. رواه القرطبي (١٥/٢٦٢) ، والشفا (٢/٣٤٩، ٣٥١) ، واستذكار (٠٨/١١٨١،١) . (٣) قوله: "محروساً وردت "بالأصل" "محروما"، وهو تحريف، والصحيح ما أثبتناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>