/بسم الله الرحمن الرحيم
[٥١٢/أ] الترجيع في الأذان
حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن يحيى، ثنا أبو عاصم، أنبأ ابن جريج
قال: أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة عن عبد الله بن محيرز
وكان يتيمَا في حجر أبي محذورة بن معين حتى جهّزه إلى الشام، فقلت لأبي محذورة: أي عم أبي خارج إلى الّشام، وإنّى أسأل عن تأذينك، فأخبرني أن
أبا محذورة قال: خرجت في نفر فكنّا ببعض الطريق، فأذّن مؤذن رسول الله
صلي الله عليه وسلم بالصلاة عند رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- فسمعنا صوت المؤذّن، ونحن عنده متنكَبُون، فصرخنا نحكيه نهزأ به، فسمع رسول الله
فأرسل إلى قومنا فأقعدونا بين يديه، فقال: "أيكم الذي سمعت صوته
قد ارتفع؟ فأشار إليَ القوم كلهم، وصدقوا فأرسل كلّهم وحبسني وقال لي:
" قم فأذّن "، فقمت ولا شيء أكره إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبقى على [٥١٢/ب] رسول الله صلي الله عليه وسلم/التأذين هو نفسه فقال: قل: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدَا رسول الله، أشهد أن محمدَا رسول الله، ثم قال لي: ارجع فمد من صوتك أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدَا رسول الله، أشهد أن محمدَا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على
الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، ثم دعاني حين
قضيت التأذين فأعطاني صرة فيها شيء من فضة، ثم وضع يده على ناصية
أبي محذورة ثم أمرّها على وجهه من بين يديه على كبده، ثم بلغت يد
رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- سرة أبي محذورة ثم قال رسول
الله- صلى الله عليه وآله وسلم-: " بارك الله لك وبارك عليك " فقلت: يا
رسول الله، أمرتني بالتأمين بمكة؟ قال: " نعم قد أمرتك "، فذهبت كل شيء
كان لرسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- من كراهية، وعاد ذلك كله
محبة لرسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-، فقدمت على عتاب بن أسيد