للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل تعطيه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويقال: بل اشتراه النبي- عليه السلام- منهما،

فبناه مسجدا، فطفق هو وأصحابه ينقلون اللبن، وهم يقولون: هذا الحمال إلا

حمال خير هذا أبرر بنا وأطهر، فأجابهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"اللهم إنّ الخير خير

الآخرة" (١) . قال ابن شهاب: فتمثّل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شعر رجل من المسلمين

لم يسم لي ولم يبلغني في الأحاديث أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تمثل بشعر قط غير هذه

الأبيات، أنبأ المشايخ المعمر بقية السلف عبد القادر بن عبد العزيز بن أيوب،

وأبو بكر عبد الله بن علي بن عمرو، وأبو عبد الله محمد بن عبد الحميد/بن

محمد- رحمهم الله تعالى- قراءة عليهم، وأنا أسمع قال الأول: أنبأ الصالح

أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أبي الفتح أنبأ القاضي ضيعة

الملك أبو محمد بقية الله بن يحيى بن على بن حيدر، أنبأ الشيخ أبو محمد

عبد الله بن رفاعة أنبأ أبو الحسن الخلعي، وقال الآخران: أنبأ الشريف تاج

الشرف بن السيد أبي القاسم عبد الرحمن بن علي الحسين أنبأ أبو الطاهر

محمد بن محمد بنان، أنبأ والدي، أنبأ أبو إسحاق الحبال، قال هو والخلعي:

أنبأ أبو محمد عبد الرحمن بن عمر البزار أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أني

الورد، أنبأ أبو سعد عبد الرحيم بن عبد الله البرقي أنبأ أبو محمد عبد الملك

ابن هشام، ثنا زياد قال: قال محمد بن إسحاق:"فقال أسعد بن زرارة: يا

رسول الله إنِي مرضيهما منه فابنه مسجدا، فأمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببناء المسجد

فأصيب سعد والمسجد يبنى إصابة الذبحة أو الشهقة". وفي كتاب سعد:

جعل قبلته للقدس، وجعل له ثلاثة أبواب: باب في مؤخرة، وباب يقال له:

باب الرحمة، والباب الذي يدخل منه، وفي الأكليل من حديث عبد الله بن

عمر عن نافع عن مولاه: أنّه أخبره أنّ المسجد كان على عهده- صلى الله

عليه وآله وسلم- مبنيا باللبن، وسقفه بالجريد، وعمده خشب النّخل، فلم يزد

فيه أبو بكر شيئا، وزاد فيه عمر، وبناه على بنيانه في عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال:

لولا أنى سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:"إني أريد أن أزيد في قبلتنا " (٢) ما


(١) تقدم ص ١٢٢٥.
(٢) ضعيف. إتحاف (٤/٤١٧) ، والمطالب (٤٩٧) ، والكنز (٢٣٠٨٠) ، وأورده الهيثمي في"مجمع
الزوائد" (٢/١١) ، وعزاه إلى "البزار"- ألا أنه قال:" أنا نريد أن نزيد في فبلتكم"- وفيه عبد الله

<<  <  ج: ص:  >  >>