للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقتضى له السماع من عمر مردود بقول أبي حاتم الرازي، وسأله أنه هل

سمع منه؟ فقال بلال: خرج إلى الشَّام قديمًا في خلافة عمر فإن كان رآه

صغير. فهذا أبو حاتم لم ينكر سماعه من بلال المتوفى سنة عشرين، ويقال:

سبع عشرة أو ثمان عشرة، ويقال: سنة إحدى وعشرون بل جوَّزه، وفي

كتاب البيهقي من حديث ابن شهاب الحناط عن العلاء بن المسيب عن ابن أم

مكتوم قلت: يا رسول الله إن لي قائدًا لا يلازمني في هاتين الصلاتين. فقال

النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لو يعلم القاعدون عنهما ما فْيهما، لأتوهما ولو حبوا " (١) ،

ولفظ أبي القاسم في الأوسط عن ماهان عن البراء بن عازب أن ابن أم مكتوم

أتى النبي- عليه السلام- يشتكي إليه رسالة أن يرخص له في العشاء والفجر،

وقال: إن بيني وبينك أسيب، فقال عليه السلام: " هل تسمع الأذان؟ قال:

نعم- مرة أو مرتين- فلم يرخص له في ذلك " (٢) . وقال: لم يروه عن

ماهان- وهو أبو صالح- إلا زهير الأعزب بن الأعمر الذي روى عنه عمرو بن

مرة، ولا رواه عن زهير إلا عزب بن الحرث. تفرد به العوام بق حوشب، وفيه

أيضا من حديث عدي بن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن

عجرة قال: جاء رجل ضرير إلى النبي- عليه السلام- فقال: إني أسمع

النداء، فلعلي لا أجد قائدا أو يشق علي،/أفأتخذ مسجدا في بيتي؟ فقال

عليه السلام: " أيبلغك النداء "؟ قال: نعم. قال: " فإذا سمعت،

فأجب " (٣) . وقال: لم يروه عن عدي إلا زيد بن أبي أنيسة، وقال الرازي:

هذا حديث منكر، وقال- البيهقي: خالفه أبو عبد الرحمن فرواه عن ابن أبي

أنيسة عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن مغفل، وفي صحيح مسلم عن أبي


(١) ضعيف. أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (٢/٤٣) ، وعزاه إلى الطبراني في " الكبير "
وفيه علي بن يزيد الألهاني عن القاسم، وقد ضعفهما الجمهور، وأختلف في الاحتجاج بهما.
(٢) صحيح. رواه مسلم في (المساجد، ح/٢٥٥) ، وأبو داود (ح/٥٥٢) ، وابن ماجة (ح/٧٩٢) ،
والحاكم (١/٢٤٧، ٣/٦٣٥) ، وعبد الرزاق (١٩١٣) ، وابن سعد في " الطبقات " (٣/٢/٩٧) ، وصححه
الشيخ الألباني. " الإرواء: ٢/٢٤٦ ". وانظر: أيضا صحيح ابن ماجة، وأبي داود.
(٣) ضعيف. رواه الطبراني (١٩/١٣٩) ، والمجمع (٢/٤٢) ، وعزاه إلى الطبراني في " الأوسط "
و" الكبير ". وفي رواية له: " فأجب داعي الله "، وفيه يزيد ابن سنان، ضعفه أحمد. وقال
أبو حاتم: محله الصدق. وقال البخاري: مقارب الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>