للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثنا الفضل قال: قلت لأحمد: شعبهْ عن عدى فذكره قال: أخطأ فيه هشيم

مرّة فرفعه وهذا موقوف. قلت: كيف؟ قال: غْندر وغيره لا يرفعه، وقال أبو

الحسن الدارقطني: تابع هشيمّا على رفعه، فراد: ورواه جرير عن أبي حباب.

رفعه ووقفه يوسف القطّان عن جرير، ورواه ابن قرم عن أبي حباب عن معراء

عن عدي مرفوعا، وقال أبو أحمد: ورواه جرير. تفرد به عن أبي حباب عن

معراء، وقال ابن حزم: عن أبي حباب عن عدي وكأنه اختلط على الناسخ لا

على أبي أحمد، وقال الإشبيلي حين ذكره من عند أبي داود، وهذا يرد به

معراء العبدي، وقد روى عنه وأبو إسحاق، والصحيح: موقوف على ابن

عباس، وتبع ابن القطان عليه أمرين: الأول: إعلاله إيّاه بمعراء بن المخارق، قال:

وليس صواب؛ لأنه روى عن جماعة، وذكر أبو العرب عن الكوفي وليس في

كتابه أنه لا بأس به. الثاني: قوله على أنّ قاسما ذكره في كتابه عن إسماعيل:

ثنا سليمان بن حرب/ثنا شعبة عن حبيبْ بن أبي ثابت عن سعيد عن ابن

عباس، قال عليه السلام: " من سمع النداء فلم يجب، فلا صلاة له إّلا من

عذر " (١) . قال أبو محمد: وحسبك هذا الإسناد صحة، قال أبو الحسن لي

في كتاب قاسم: " إلّا من عذر " في الحديث المرفوع إنّما هو في الموقوف، فلم

يثبت أبو محمد فأورده هكذا، وإنّما نقله من كتاب بواسطة ابن حزم وغيره،

وهذا ما نقله من عند ابن حزم وهو جاء به مفسرا بزيادة: " إلّا من عذر " في

المرفوع؛ فتبين أنّ الصواب فيه بإيراد الواقع في كتاب قاسم بنصّه، قال قاسم:

ومن كتابه نقلت. حدّثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا جعفر بن عمرو سليمان

حرب وعمرو بن مرزوق عن عدي بن ثابت وسعيد بن جبير عن ابن عباس،

قال: " من سمع النداء فلم يجب، فلا صلاة له إلا من عذر " (٢) . قال

إسماعيل: وبهذا الإسناد روى الناس عن شعبة بإسناد آخر: ثنا سليمان ثنا

شعبة عن حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من

سمع النداء فلم يجب، فلا صلاة له " (٣) . ثنا بهذا سليمان مرفوعَا، وثنا


واللآلىء (٢/١٢) ، والإرواء (٢/٣٣٦) . قلت: لهذا الحديث شواهد صحيحة.
(١) المصدر السابق.
(٢) ، (٣) الحاشية السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>