ابن سعيد عن عبد الحميد مطولَا، ورواه ابن خزيمة أيضَا من حديث سهل بن
سعد وأبي حميد وأبي أسيد الساعدي، ومن حديث عبد الحميد، وفيه أبو
قتادة وذكر ابن عساكر في كتاب كرسا المقبري حدّثني الشيخ أبو عبد الله
طرخان بن ماضي المقبري الفقيه أنه رأى النبي- صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم-
في المنام، وشأنه عن حديث أبي حميد في كيفية الصلاة فقال: صدق أبو
حميد، وأثنى عليه.
ورواه أبو داود (١) من حديث عبد الحميد بلفظ: قال أبو حميد: أنا
أعلمكم بصلاة النبي- صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- قالوا: فلم؟ فواللُّه ما
كنت بأكثرنا له، ولا أقدم منَّا له صحبة، قال: بلى، قالوا: فأعرض، قال:
كان إذا قام إلى الصلاة، برفع يديه حتى يحاذي هما منكبيه، ثم كبر حتى
يقر كلّ عظم في موضعه معتدلا، ثم يقرأ: ثم يكبّر فيرفع يديه حتى يحاذي
هما منكبيه، ثم يركع ويضع راحتيه على ركبتيه ثم يعتدل فلا يصيب رأسه
ولا يقنع، ثم يرفع فيقول: سمع الله لمن حمده، ثم برفع يديه حتى يحاذي
منكبيه معتدلَا ثم يقول: اللَّه أكبر، ثم يهوي إلى الأرض فيجافي يديه عن
جنبيه ثم برفع رأسه ويثني رجله اليسرى فيقعد عليها، ويفتح أصابع رجليه إذا
سجد ثم يسجد ثم يقول: الله أكبر، ويرفع ويثني رجله اليسرى/فيقعد عليها
حتى يرجع كل عظم إلى موضعه، ثم يصنع في الأخرى مثل ذلك، ثم إذا
قام من الركعتين كبر ورفع يديه حتى يحاذي هما منكبيه كما كبّر عند افتتاح
الصلاة، ثم يصنع ذلك في بقية صلاته، حتى إذا كانت السجدة التي فيها
التسليم أخر رجله اليسرى وقعد متورّكَا على شقّه الأيسر، قالوا: صدقت
هكذا كان يصلي- صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- ". وفي حديث ابن لهيعة عن
يزيد بن حبيب عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن محمد بن عمرو
العامري: " فإذا ركع أمكن كتفيه من ركبتيه وفرج بين أصابعه، ثم هصر ظهره
غير مقنع رأسه ولا صافح فخذه، وقال وإذا قعد الركعتين قعد على بطن قدمه
اليسرى، ونصب اليمنى، فإذا كان في الرابعة أفضى بوركه اليسرى إلى الأرض
(١) حسن. رواه أبو داود (ح/٩٦٣) .