الثاني: هو أن غير مالك قد وجد عنه أيضا مثل ما ذهب إليه مالك، وهو
ابن مهدي؛ فانّه ذهب إليه فلم يرضه، وغير هذين يوثقه، وقول أبي حاتم فيه:
ليس بذاك يعني: ليس على ما يكون، قال ابن القطان: ولعلّه أحسن حالا من
عبد الحميد بن جعفر وهو قد بيّن أنّ بين ابن عمرو وبين أولئك الصحابة
رجلًا، وقد تقدم عدمه لعامر بن عمرو وأبي قتادة، وجاءت رواية عطاف عائدة
لما قد صحّ وفرغ منه. وقد رواه يحيى بن عبد الله بن مالك الداري عن
محمد بن عمرو عن عياش أو عباس بن سهل، وعيسى حاله مجهول. انتهى
كلامه. وفيه نظر من وجوه:
الأول: ليست حال عيسى مجهولة، وإن كان ابن المديني قال: لم يرو
عنه إلا ابن إسحاق فهو مجهول، قال البيهقي في المعرفة: ليس مشهورا، وقد
اختلف في اسمه فقيل: عيسى بن عبد اللَّه، وقيل: ابن عبد الرحيم، وقيل:
عبد الله بن عيسى فغير صواب؛ لأنه ممن روى عنه ابن لهيعة والحسن بن
الحرّ، ووثقه ابن حبان وخرّج حديثه في صحيحه.
الثانى: تصحيحه وفاة أبي قتادة زمن علي،/وتضعيف غيره وليس هو بأبي
عذرة ذلك؛ لتقدّم أبي عمر به في موضع، وقال في كتاب الاستغناء بمعرفة
الكنى: مات سنة أربع وخمسين، نقل في خلافة علي جعله قولًا مرجّحًا، وهو
الصواب لما ذكره البخاري: من أنّ مروان بن الحكم لما كان على المدينة أرسل
أبي قتادة ليريه مواقف النبي- صلّى الله عليه وآله وسلّم- وأصحابه، الحديث
ذكره في تاريخه الكبير تعليقَا، وقال في الأوسط: وذكره في فصل من مات
بعد الخمسين إلى الستين. حدثنى إبراهيم بن حمزة، ثنا موسى بن شيبة من
ولد كعب بن مالك عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن كعب بن
مالك بن مروان الحديث، وثنا أحمد بن أبيِ بكر عن موسى بن شيبة عن
عمرو بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك عن أبيه عن جدّنه خالدة بنت عبد اللَّه
بن أنيس أنَّ أباها توفي بعد أبي قتادة بنصف شهر. انتهى.
ومروان إنّما كان على المدينة في أيام معاوية بعد قتل علي بدهر، وإلى هذا
القول قال يحيى بن بكير: فقال: توفي سنة أربع وخمسين، وكذا فاله أيضَا