الثالث: ما ذكر من انقطاع ما بين محمد بن عمرو وأبي قتادة مردود بما
أسلفناه، وبتصريحه هو بسماعه منه / عند أبي حاتم بن حبان في صحيحه
الذي زعم أنه لا يخرج فيه إلّا حديثا متصلا، إذ رواه عن محمد بن إسحاق
مولى ثقيف. حدثنا محمد بن يحيى الأزدي ثنا أبو عاصم ثنا عبد الحميد ثنا
محمد ابن عمرو قال: سمعت أبا حميد في عشرة من أصحاب النبي- صلّى
الله عليه وآله وسلّم- أحدهم: أبو قتادة، وثنا أحمد بن يحيى بن زهير
الحافظ مستر وكان أسود من رأيت، ثنا ابن بشار ثنا أبو عاصم ثنا عبد الحميد
بن جعفر فذكره، ثم قال عبد الحميد: هذا أحد الثقات المتقّين قد فرّب أخباره
فلم أره تفرد بحديث منكر لم يشارك فيه، وقد وثّق فليح وعيسى بن عبد اللَّه
عن محمد بن عمرو عبد الحميد في هذا الحديث، وعند الحافظ بن خزيمة في
صحيحه عن بندار: ثنا يحيى بن سعيد ثنا عبد الحميد، حدّثنى محمد بن
عمرو عن أبي حميد الساعدي قال: سمعه في عشرة من الصحابة أحدهم:
أبو قتادة قال: " كان عليه السلام إذا كانت الركعة التي مقتضى فيها الصلاة
أخَّر رجّله اليسرى، وقعد على شقّه متوركا، ثم سلّم "، وفي خبر أبي عاصم:
" أخّر رجله اليسرى وجلس على شقّه الأيسر متورّكا ".
وقال البزار: ثنا يحيى بن حكيم ثنا القطان ثنا عبد الحميد ثنا محمد بن
عمرو عن أبي حميد قال: سمعه يقول: وهو في عشرة من الصحابة أحدهم
أبو قتادة فذكره، قال: وثنا محمد بن مثنى، ثنا أبو عامر، ثنا فليح ثنا العباس
عن أبي حميد بأحسن من هذين الإسنادين، وخرّجه الدارمي في مسنده عن
أبي عاصم، وقد خرج البخاري في تاريخه بسماعه من أبي قتادة وغيره، وقال
البيهقي: ما ذكره الطحاوي من عذر سماعه منه ليس بذلك / ولما ذكره ابن
سرور: جزم بسماعه منه ولم يعهد من محمد تدليس، ولو صحَّ عنه لدفع
بتصريحه بالسّماع على لسان ثقة، ولم أر أحدا أنكر سماعه منه إلا الطحاوي
بما استدلّ به، وقد بينا عدم صوابه.
الرابع: الإسناد الموصل إلى عطاف لم يذكره حتى يعرف صحة الطريق
إليه أو عدمها، ولا أعرف موضعه الآن إلّا قول البيهقي، وأمّا إدخال من أدخل
من محمد وأبي حميد رجلا فإنّه لا يوهنه؛ لأنّ الذي فعل ذلك رجلان