أحدهما: عطاف، وكان مالك لا يحمده، والثاني: عيسى بن عبد الله،
فروى عن الحسن أنّ الخبر عن عيسى عن محمد بن عمر وعن عياش- أو
عباس- بن سهل عن أبي حميد. انتهى كلامه، وليس فيه ما يتعرّف به
طريقها على أنّ ما أسلفناه من عند أبي داود هذا، والله أعلم.
الخامس: قوله: وغير مالك وابن مهدى يوثقّه غير صواب؛ لقول أبي حاتم
ابن حبان فيه يروى عن الثقات ما لا يشبه حديثهم لا يجوز الاحتجاج به إلّا
فيما يوافق الثقات، وفي مكان آخر كان منكر الحديث، روى عن نافع عن
ابن عمر ما ليس من حديثهما، وقال البزار: حدّث عن نافع بأحاديث لم يتابع
عليها، ولما ذكره أبو العرب في كتاب الضعفاء حكى عن ابن عبد الرحيم أنه
قال: عطاف بن خالد ليس بالقوى.
السادس: قوله: أنّ مالكًا لم يخرجه لجرح مفسّر مردود؛ بما ذكره الحافظ
ابن تميم مؤرّخ القيروان عن عباس بن محمد، حدثني من سمع عمر بن
سليمان يحدّث عبد اللَّه بن شرويه قال: سمعت مطرف بن عبد الله يقول:
سمعت مالكًا يقول: ويكتب عن مثل عطاف، لقد أدركت في هذا البلد
سبعين شيخًا كلّهم خير من/عطاف ما كتبت عنهم، وإنما نكتب العلم عن
قوم جرى فيهم العلم مثل عبيد الله بن عمر، وقال عبد الله بن عمرو: قال
عبد الملك: حدّث عطاف، قال: أوقد فعل ليس هو من إبل القباية، وقال
محمد بن سليمان عن مطرق قال: قال مالك: عطاف يحدّث؟ قلت: نعم،
قال: فأعظم ذلك إعظاما شديدا.
السابع: قوله في عطاف: ولعلّه أحسن حالة من عبد الحميد غير صحيح؛
لأنّ عبد الحميد خرج حديثه الشيخان في صحيحيهما على سبيل الاحتجاج،
وعطاف لم يخرّج له أحدًا ستلم صحة فيما رأيت واللَّه أعلم. ولما سأل ابن
أبي حاتم أباه عن حديث عبد الحميد هذا، قال: أصله صحيح، ورواية العباس
ابن سهل عن أبي حميد مرسله، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا زيد ابن
الحباب، حدثنى جعفر بن سليمان الضبعي حدثنى علي بن علي الرفاعي عن
أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله- صلّى الله عليه وآله