للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في علي، فإنى لم أره عند غيره، وقد وثقه ابن معين وأبو زرعة ووكيع

والنسائي ومحمد بن عمار، وأثنى عليه شعبة وأبو داود وأبو نعيم وعفّان،

وقال ابن خزيمة: ألا تعلم في هذا خبرا ثابتا عن النبي عند أهل المعرفة؟

بالحديث وأحسن إسناد يعلم روى في هذا خبر أبي المتوكل عن سنيد، ثم جاء

ذكره بلفظ: كبر ثلاثا ولا إله إلا الله ثلاثا، قال: وليا يسمع عالماً في الدنيا

في قديم الدهر، وحديثه استعمله على وجهه، ولا حكى لنا عمن لم يشاهده،

وقال أبو علي الطوسي الحافظ: حديث أبي سعيد أشهر حديث في هذا الباب،

ورواه الدارقطني في سننه بما بيّن: أنّ علّته ليست من علي بن علي أعانة

انقطاع، فقال حدّثنا إسماعيل (١) . حدّثنا سليمان الضبعي ثنا علي بن علي/

الرفاعي: قال: ثنا إسحاق وكان يشبه بالنبي- صلى اللَّه عليه وآله وسلم-

عن أبي المتوكل عن أبي سعيد به، كذا هو في نسختي التي بخط المبارك بن

كامل الحقاق الحافظ، وأصل سماعه واستظهرت بنسختين صحيحتين فقط،

والمعروف أنّ عليًا هو المشبه بالنبي فلعلّ إسحاق بن أبي إسرائيل هو القائل قي

علي ذلك، وكتبتها في هذه الأحوال ثنا إسحاق كما بينته لك، واللَّه أعلم.

وذكر أبو داود: علّة تأتيه أن يخرجه إيّاه بزيادة قوله: بعد ولا إله غيرك، ثم

يقول: لا إله إلّا الله ثلاثا، وفي آخره ثم يقرأ: يقولون: هو عن علي بن علي

عن الحسين، والوهم من جعفر، وقال أبو محمد الأشبيلي: هذا أشهر حديث

في هذا الباب على أنهم يرسلونه عن علي عن أبي المتوكل والبزار عن النبي-

صلى الله عليه وآله وسلم-، قال أبو الحسن بن القطان: هذا خطأ من القول

ولا يعرف هكذا، وإنّما هو إمَّا مسند عن أبي سعيد، وإمَّا مرسل كما قاله أبو

داود، وأما عن المتوكل فلا أعلمه، وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى

عن ابن سعيد إلا من هذا الوجه هذا الإسناد، ولا رواه عن أبي المتوكل إلّا

علي بن علي، وهو بصري ليس به بأس، روى عنه غير واحد، ولما ذكره ابن

طاهر في كتاب التذكرة: رواه بأنّ عليا كان ينفرد عن الإثبات؛ بما لا يشبه أن

يكون مراد أحمد من قوله: لا يصح يعني الزيادة التي فيه تدلّ على قول


(١) بياض " بالأصل ".

<<  <  ج: ص:  >  >>