الرحيم فقال: أي: من أباك، والحديث: " فإنى صليت مع رسول الله-
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- ومع أبي بكر ومع عمر ومع عثمان فلم أسمع
رجلَا منهم يقوله؛ فإذا قرأت فقل: " الحمد للَّه رب العالمين " (١) .
هذا حديث قال فيه الترمذي والطوسي: حسن بلفظ: " فلا تقلها إذا أنت
صليت ". فقال: زاد أبو عيسى: والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من الصحابة
منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم، ومن بعدهم من التابعين؛ يقول
الثوري، وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق، وفي مسند أحمد: " فكانوا لا
يستفتحون القراءة ببسم اللَّه الرحمن الرحيم " (٢) ، وفي لفظ: " كان أبونا إذا
سمع أحدنا يقول بسم اللَّه الرحمن الرحيم قال: إني صليت خلف النبي-
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- وأبي بكر وعمر فلم أسمع أحلَا منهم يقول: بسم
الله الرحمن الرحيم " (٣) . وقال البيهقي: تفرد به أبو نعامة، واختلف عليه في
لفظه، وابن عبد اللَّه بن مغفل وأبو نعامة يحتج هما صاحبا الصحيح، وقد
قيل عن أبي عن أنس، وعاد فيه الشافعي/بحديث أنس عن معاوية- يعني:
الآتي بعد- وقال الخطيب: قد طعن بعض الفقهاء في مسنده، وقال قيس:
غير ثابت الرواية، قال: وقيس لا أعلم أحدَا بورعه في دينه ولا كثرة روايته،
ولكن ابن عبد الله مجهول، ولو صح حديثه لم يكن مؤثرَا في حديث أبي
هريرة؛ لصغره وكبر أبي هريرة، ولأنّ النبي- صلّى الله عليه وآله وسلّم-
كان يقول لأصحابه: " ليليني منكم أُولو الأحلام والنهى " (٤) ، وقال ابن خزيمة
في كتاب البسملة: مداره على ابن عبد الله بن مغفل، وهو مجهول. وقال
الثوري: هش جماعة الترمذي في تحسينه إلى التساهل، وقالوا: هو حديث
(١) الحديث الأول من الباب ص ١٣٩٠.
(٢) رواه أحمد: (٣/١٧٩، ٢٧٥) .
(٣) الحديث الأوّل من الباب ص، ١٣٩.
(٤) صحيح. رواه مسلم في (الصلاة، باب " ٢٨ "، ح/١٢٢، ١٢٣) ، والمجمع (٢/
٤٩) ، والترمذي (٢٢٨) ،. وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. والحميدي (٤٥٦) ،
وابن أبي شيبة (١/٣٥١) ، والطبراني (١٠/١/٢١٦/١٧٠٨، ٢١٧) ، والحاكم (١/