للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضعيف، وعلي تقدم الصحة فلا يلزم من عدم السماع عدم القراءة ما سواء،

وقال أبو عمر: وقد زعم قوم أن الحريري انفرد به، وليس هو عندي كذلك؛

لأنه قد رواه غيره عن قيس، والمفرد به قيس، وهو ثقة عند جميعهم، وأما ابن

عبد الله فلم يرد عنه إلا قيس في ما علمتم، ولم يروه عنه إلا واحدًا فهو

مجهول عندهم، والمجهول لا تقوم به حجة. ورواه معمر عن الحريري قال:

أخبرني من سمع ابن عبد اللَّه بن مغفل. ورواه إسماعيل بن مسعود عن

عثمان بن غياث عن أبي نعامة لم يذكر الحريري، فالحديث إنما يدور على ابن

عبد اللَّه، وقد تقدّم الخبر عنه، وفي لفظ لعثمان بن غياث: " كان إذا سمع

أحدا يقرأ (١) بسم اللَّه الرحمن الرحيم ". انتهى. وفيما تقدم من الكلام جميعه

نظر؛ لما يذكر بعد من أن الصواب قول من حسنه، وأنّ أبا نعامة لم ينفرد به،

وأنّ ابن عبد الله بن مغفل ليس مجهولا، وقال البيهقي: لم يحتجا به غير

مؤثر في عدالته؛ لأنهما لم يشترطا الإخراج عن كل ثقة ولا التزماه ولو

اشترطاه لم لما أطاقاه، وأما قول من زعم أن ابن مغفل صغير فغير صواب؛ لأنه

ممن بايع تحت الشجرة، ومن الكاتبين، ومن الفقهاء الذين أرسلهم عمر ليفقهوا

أهل البصرة، فعلى هذا يكون سنه من سنَّ أبي هريرة: [قد سمعت رسول

اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ بالطولي الطوالي " (٢) ، رواه البخاري، وزاد ابن حبان مالك يقرأ

في المغرب بقل هو اللَّه أحد، وإنا أعطيناك الكوثر، فقال زيد فحلف باللَّه لقد

رأيت النبي- صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- الحديث، وسئل ابن أبي مليكة ما

طولى الطوليين؟ فقال: من قبل نفسه المائدة والأعراف وفي النسائي (٣) من

حديث أبي الأسود أنه سمع عروة يُحدّث عن زيد أنّه قال لمروان: أبا عبد

الملك أتقرأ في المغرب بقل هو اللَّه أحد، وإنّا أعطيناك الكوثر؟ فقال: نعم،

قال محلوفه: " لقد رأيت النبي- صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- بقرأ فيها بأطول

الطوليين المص " (٣) ، وفي البيهقي: ورواه محاضر بن المورع عن هشام عن أبيه


(١) قوله: " يقرأ " غير واضحة " بالأصل "، وكذا أثبتناه.
(٢) صحيح، متفق عليه. رواه البخاري في (الأذان، باب " ٩٩ ") ، ومسلم في (الصلاة،
ح/١٧٤) ، ومالك في (الصلاة، ح/٢٣) .
(٣) رواه النسائي في: الافتتاح، ٦٧- باب القراءة المغرب بالمص (٢/١٦٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>