للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويكون في أعمالنا بالنهار فينادى بالصلاة، فنخرج إليه فيطول علينا في

الصلاة. فقال- عليه السلام-: " يا معاذ إمَّا أن تخفّف بقومك، وإمَّا أن

تجعل صلاتك معى " (١) . وقال ابن حزم: هذا منقطع؛ لأنّ هذا الثانى فْتل يوم

أحد، وكذا ذكره البزار.

وفي الأحكام لأبي الطوسي: ثنا المؤمل بن هشام، ثنا ابن علية عن عبد

العزيز بن صهيب عن أنس: " أنّ معاذا كان يؤم فدخل حرام المسجد ليصلي

مع القوم، فلما رآه تجوّز في صلاته، ولحق بنخله ليسقيه … " (٢) الحديث،

وقال: يقال: هذا حديث حسن. وفي مسند أحمد بسند صحيح عن بريدة:

أن معاذا صلى بأصحابه العشاء فقرأ فيها: اقتربت الساعة، فقام رجل من قبل

أن يفرغ فصلى، وذهب فقال له معاذ قولا ثديدا، فأتى النبي- صلّى الله عليه

وآله وسلّم- فقال لمعاذ: " صل بالشَّمس وضحاها ونحوها من السور " (٣) .

وفي مسند الشافعي: " فقرأ سورة النساء والبقرة "، كذا رأيته بخط شيخنا أبي

محمد المسحي- رحمه اللَّه تعالى-، وفي سنن أبي الحسن بسند صحيح ما

تبين أن الصلاة التي صلاها مع النبي- صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- كانت

فرضا لا نافلة، خلا حديث معاذ بن رفاعة ثنا أبو بكر النيسابوري ثنا إبراهيم

مرزوق ثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن عمرو بن دينار أخبرني جابر بن عبد

اللَّه أن معاذًا كان يصلي مع النبي- صلّى اللَّه. عليه وآله وسلّم- العشاء ثم

ينصرف إلى قومه فيصلى بهم، فهي له ولهم فريضة. ثنا أبو بكر، ثنا عبد

الرحمن بن بشر وأبو الأزهر ثنا عبد الرزاق/أنبأ ابن جريج أخبرني عمرو بن

دينار أخبرني جابر مثله، وفي مسند الشافعي أنبأ عبد المجيد عن ابن جريج قال

الربيع: قيل: هو عن ابن جريج، ولم يكن عندي ابن جريج عن عمرو عن


(١) حسن. رواه ابن داود (ح/٧٩٠) ، وعلته: الضعف من طريق المصنف الذي أورده بالمتن،
وأعفه بالانقطاع.
(٢) أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (٢/١١٨) ، وعزا هـ إلى " أحمد "، ورجاله رجال
الصحيح.
(٣) المنثور (٦/١٣٢) ، وإتحاف (٣/٢٠١) ، والكنز (١٩١٧٢) ، وأحمد (٥/٣٥٥) ،
والمجمع (٢/١١٨) ، وعزاه إليه، ورجال أحمد رجال الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>