للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل له: إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد بين حتى قال: اقرأ ثم اركع ثم اركع ثم اسجد ثم

ارفع فإنك إن أتممت صلاتك على هذا فقد تمت، وهذا حديث مفسر

للصلاة كلها لا للركعة، وقال أبو قتادة: " وهذا حديث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ في

الأربع كلها " (١) . فإن احتج بحديث عمر أنَّه نسي القراءة في ركعة فقرأ في

الثانية الفاتحة مرتين قيل له: حديث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسر حين قال: اقرأ ثم اركع

فجعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القراءة قبل الركوع، فليس لأحد أن يجعل القراءة بعده،

قال أبو عمرو: قال بعض الكوفيين/قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا صلاة لمن لم يقرأ ".

خاص أريد به من صلى وحده أو كان إماماً، وكذلك فسره ابن عيينة، وأمّا

من صلى وراء إمام فإن قراءته له قراءة محتجين بأن جمهور العلماء أجمعوا

على أن الإِمام إذا لم يقرأ وقرأ من خلفه لم تنفعهم قراءتهم، فدلّ أن قراءة

الإِمام هي التي تراعى، وأنَّها كما جاء في الحديث: " قراءة لمن خلفه "،

وقوله عليه السلام: " ما لي أنازع القرآن! " (٢) .

قال الساجي في كتاب المنتقى: قد يقال مثل هذه النقطة لمعان:

أحمدها: أنّ لعان المرء نفسه يقول: مالي فعلت كذا وكذا! وقد يقول ذلك

لمعنى اللوم لمن فعل ما لا يجب: مالي وذا مالي امنع حقي، وقد يقول ذلك

إذا أنكر أمراً غاب عنه شبه فيقول الإنسان: مالي لم أدرك أمر كذا! ومعنى

ذلك هنا الذي ظهر من أبي حتى لكَم القراءة معي في الصلاة فتنازعوا في

القراءة فيها، ومعنى منازعتهم له ألا يفردوه بالقراءة ويقرءون معه.

***


= في " الأوسط "، وهو في الصحيح خلا قوله: " وآيتين معها "، وفيه الحسن بن يحيى
الخشني، ضعفه النسائي والدارقطني، ووثقه دحيم وابن عدي وابن معين في رواية.
(١) بنحوه. رواه البخاري (١/١٩٣) ، ومسلم في (الصلاة، ح/١٥٥) ، وأحمد (٥/٣٠٨٣٠٥) ،
والبيهقي (٢/٦٣، ٣٤٨) ، وابن أبي شيبة (١/٣٧٢، ٢/٤٠٢) ، وشرح السنة (٣/٦٤) ، والمطالب
(٤٢٩) ، والكنز (٢٢١٤٢) ، وابن عساكر في " التاريخ " (٦/٣٤٨) .
(٢) تقدم. تلخيص (١/٢٣١) ، والكنز (٢٠٥٤٠، ٢٠٥٤١، ٢٢٩٣١) ، وعبد الرزاق
(٢٧٩٦) ، والبخاري في " الصغير " (١/١٧٧) ، وابن حبيب (١/٤٧) ، والقرطبي] (١/
١١٨/، ١٢١) ، والخطيب (١١/٤٢٦) ، والإرواء (٢/٣٩، ٢٧٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>