الفصيح لابن درستويه: هي كلمة عبرانية معربة مبنية على الفتح للياء وأقبل
التي قبل نونها.
وقال ابن قتيبة: معناها يا آمن أي: يا الله وأضمر في نفسه استجب لي،
وهذا كقولهم: أزيد أقبل؟ معناه يا زيد أقبل، قال ابن الأنباري: هذا خطأ؛ لأنه
لو كان منادي لقيل آمين بالضم؛ لأن هذه المعرفة مضمومة بغير تنوين، قال
ابن خالويه: ولا يلزمه الذي قال؛ لأن آمين وإن كان موضوعا موضع الاسم
فلا يجب إعرابه، ولصرّفه كتصرف الأسماء في الإعراب، والتثنية، والجمع،
كما يقول: صه في معنى اسكت، وأنت لا تعرفه، ولا تثنية، ولا تجمعه،
قال: وقال ابن قتيبة: قال بعضهم: الأصل فيها القصر، وإنما مدّت ليرتفع
الصوت بالدعاء وأبي ذلك ابن درستويه، فقال: ليس قصر الهمز معروفا
بالاستعمال، وإنما قصره الشاعر ضرورة إن كان قصره، وذلك أن البيت الذي
أنشده ثعلب وفيه قصرها وهو آمين فزاد الله ما بيننا بعداَ قد روى على غير ما
رواه وهو فآمين/زاد الله ما بيننا بعداً، وهذا ممدود لا ضرورة فيه، وهو
المعروف لم يروه أحد عن الصحابة الذين رووا عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقولوا آمن
بالقصر ولكن ممدودا وهو الأصل الصحيح في المحكم.
قال الفارسي: هي جملة مركبة من فعل واسم معناه استجب لي، وزعم
ابن الأثير: أنه لا خلاف بين أهل الإِسلام أنها ليست من القرآن ولم يكتبها
أحد في المصحف، وروى الحسن بن زياد عن أبي حنيفة: لا يقولها الإِمام،
إنما يقولها من خلفه. وكذا روى عن مالك في المدونة وفي العارضة عنه: " لا
يؤمن الإمام في صلاة الجهر "، وقال ابن حبيب: يؤمِّن، وقال ابن بكير: هو
بالخيار، وفي كتاب الشفاء: تسمى. وزعمت طائفة من المبتدعة الأفضلية
فيها، قال: وذكر القزويني عن قوم أنلها تفسد الصلاة، وقال ابن حزم: يقولها
الإمام سنة وندباَ والمأموم فرضاَ، وفي صحيح ابن حبان في قوله " فمن وا فق
تأمَينه الملائكة "، أي: وافقهم في الخشوع والإخلاص، وفي كتاب النووي:
معناه وافقهم في وقت التأمين، وهو الصحيح لَقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وقالت الملائكة
(١) قوله: " المسمى " غير واضحة " بالأصل " وكذا أثبتناه.