للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد، ثنا وكيع، فذكره، وبحديث رواه شريك عند أبي داود عن يزيد بن

أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عارب أن رسول الله/

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه إلى قريب من أذنيه ثم لا يعود " (١) .

ورواه من حديث سفيان عن يزيد نحو حديث شريك، ولم يقل: ثم لا يعود،

قال سفيان: قال لنا بالكوفة بعد: ثم لا يعود، قال أبو داود: وروى هذا

الحديث هشيم، وخالد، وابن عيينة، وابن إدريس عن يزيد: لم يذكروا: ثم

لا يعود، ولما ذكر الشافعي قول سفيان، قال: ذهب سفيان إلى تغليط يزيد،

وفي كتاب ابن عساكر في ترجمة الأوزاعي حديث يزيد في رفع اليدين

يخالف للسنة وفي التمهيد قال أبو عمر بن عبد البر: هذا حديث تفرد به

يزيد، ورواه عنه الحفاظ، لم يذكر واحد منهم فيه قوله: " ثم لا يعود "،

وقال البزار: لا يصح حديث يزيد في رفع اليدين قوله: " ثم لا يعود "، وفي

كتاب الدوري عن يحيى: ليس هو بصحيح الإسناد، في كتاب البيهقي عن

الإِمام أحمد: هذا حديث واهٍ قد كان يزيد يحَدّث به لا يذكر " ثم لا يعود "

فلما لقن أخذه فكان يذكره فيه، وذكره الدارقطني عن يزيد عن عدي بن

ثابت عن النبي- صلى الله عليه وآلهَ وسلم- قال: وهذا هو الصواب، وفي

موضع آخر عن يزيد عن عبد الرحمن: سمعت البراء يحدث قوما منهم:

أحمد بن عجرة فذكره، وفيه: لفظ عن علي بن عاصم قال: سألت يزيد

فقلت: أخبرتي ابن أبي ليلى أنك قلت ثم لم يِعد! قال: لا أحفظ هذا

فعاودته فقال: ما أحفظ هذا. رواه الدارقطني عن أبي بكر الأدمي عن

عبد الله بن محمد بن أيوب عنه، وقال الخطابي: لم يقل أحمد في هذا " ثم

لا يعود " غير شريك. انتهي. يدخل في هذا الاعتراض ما رواه البيهقي في

الخلافيات من طريق النضر بن شميل عن إسرائيل عن يزيد بلفظ: " رفع يديه

حذو/أذنيه ولم يعد ". فهذه متابعة لشريك صحيحة، ورواه الدارقطني من


(١) ضعيف. رواه أبو داود (ح/٧٤٩/، ٧٥٠) ، والنسائي في (ألافتتاح، باب " ٣، ٧ "
وأحمد (٢/١٨، ٤/٣٠١، ٣٠٢) ، والبيهقي (٢/٢٤، ٢٦، ٩٤) ، وشرح السنة (٣/
٢٠) ، وإتحاف (٣/٤٤) ، والدارقطني (١/٢٩٦) ، وابن أبي شيبة (١/٢٩٦) ، والخطيب
(٣/٦٧، ١٢/٣٠٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>